
“إيه العمل؟” مشروع تخرج لطالبات إعلام هيساعدك لو مش عارف تعمل إيه بعد التخرج
تطرح مرحلة ما بعد التخرج الجامعي سلسلة من التساؤلات المحيرة والمقلقة لدى كثير من الخريجين الجدد: ماذا بعد انتهاء الدراسة؟ كيف ستكون الحياة العملية؟ وماذا ينتظرني بعد سلسلة طويلة من مقابلات العمل، والقلق من الرفض، والتوتر من القبول، وخوف الفشل؟ بين التوقعات العالية، وضبابية المستقبل، يجد كثير من الشباب أنفسهم في مأزق نفسي وعملي يزداد تعقيدًا مع عدم قدرتهم على ربط ما درسوه بواقع سوق العمل ومتطلباته.
من هنا جاء مشروع تخرج ثلاث طالبات من كلية الإعلام بعنوان “إيه العمل؟”، ليكون مرشدًا عمليًا ونفسيًا للخريجين الجدد في بداية طريقهم. المشروع أعدته الطالبات دولاجي سامي، وسلمى عمرو، وزينب محمد، وقدمن من خلاله خريطة إرشادية مدروسة علميًا ونفسيًا بالتعاون مع مجموعة من المتخصصين والاستشاريين في مجالات التنمية المهنية والصحة النفسية والاجتماع، بهدف تسهيل الانتقال من مقاعد الدراسة إلى بيئة العمل بثقة ووعي.
الطالبات رصدن أبرز المشكلات التي تواجه الخريجين الجدد من خلال استطلاع آراء قطاع من الطلاب والخريجين، وخرجن بمجموعة من القضايا الشائعة التي تحتاج إلى معالجة واعية، نوردها كما يلي:
“اشتغلت؟ ولا لسه؟”
أكثر الأسئلة تكرارًا وإزعاجًا، يواجهه طلاب السنوات الأخيرة والخريجون الجدد من الأهل والمعارف. سؤال يحمل في طياته ضغطًا نفسيًا كبيرًا ويجعل الكثيرين يشعرون بأنهم مطالبون بتحقيق إنجاز سريع دون منح أنفسهم وقتًا للتفكير أو التدرج. المشروع يقترح التعامل مع هذا الضغط بواقعية وهدوء: لا داعي للاستسلام لمقارنات الآخرين، بل يجب أن يبدأ كل خريج بخطوات بسيطة مثل الحصول على تدريب صيفي أو كورسات قصيرة تطور مهاراته، مع التركيز على ما يناسب ميوله وقدراته، فالبدايات الهادئة تكون أحيانًا أكثر نفعًا من التوتر القائم على توقعات سريعة.
“أنا مش كفاية”
كثير من الخريجين يعانون من مشاعر نقص الكفاءة، فيظنون أنهم أقل من غيرهم أو غير مؤهلين بما يكفي للمنافسة في سوق العمل. أكدت الطالبات أن هذا الإحساس طبيعي وشائع، لكنه لا يجب أن يتحول إلى عائق. الثقة لا تأتي إلا من المحاولة، وكل شخص يملك طريقه الخاص نحو النجاح. الأهم هو البدء بخطوات عملية لتطوير الذات دون انتظار لحظة مثالية لن تأتي.
“متوتر من أول تدريب”
التحاق الخريج بأول تدريب عملي قد يكون مصحوبًا بخوف كبير من ارتكاب الأخطاء أو الفشل. المشروع يدعو للتعامل مع التدريب كبيئة تعليمية مفتوحة، وليست اختبارًا للخبرة. لا بأس من الخطأ، المهم هو السؤال، والمحاولة، والتعلم. التجربة بحد ذاتها كفيلة باكتشاف إمكانات جديدة لم تكن واضحة سابقًا، وتشكل خطوة نحو النضج المهني.
“وظيفة بعيدة عن الدراسة”
كثير من الخريجين يجدون فرص عمل لا تمت بصلة لتخصصهم الدراسي، ما يضعهم في مواجهة مع اعتراضات الأهل والمحيط. المشروع يشجع على خوض التجربة بهدوء، مع الاستمرار في التعلم وتقديم نتائج ملموسة تثبت جدوى الاتجاه الجديد. عندما يرى الآخرون ثمرة هذا الطريق، يبدأ القبول والدعم تدريجيًا.
نصائح المشروع.. خارطة طريق للخريجين
استكمالًا لرؤية المشروع، قدمت الطالبات مجموعة من النصائح الأساسية للخريجين، يمكن لكل شاب وشابة الاستفادة منها خلال مرحلة الانتقال إلى الحياة العملية:
ابدأ بخطوة بسيطة
ليست البداية المثالية هي الأهم، بل المهم هو التحرك. قد تكون دورة تدريبية، أو تطوع في مشروع، أو حتى تجربة قصيرة في مجال جديد. هذه الخطوات الصغيرة تراكِم الخبرة وتفتح أبوابًا لم تكن في الحسبان.
استفد من تجارب الآخرين
تحدث مع من سبقوك في نفس الطريق، واستمع إلى نصائحهم وتجاربهم. هذا يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، ويمنحك رؤية أوسع لما ينتظرك.
طور مهاراتك باستمرار
التغيير السريع في سوق العمل يتطلب منك مواكبة المهارات الحديثة. تعلم البرامج، وخذ دورات أونلاين، واقرأ بانتظام، ولو ساعة أسبوعيًا، لتضيف لنفسك أدوات تميزك عن الآخرين.
اهتم بصحتك النفسية
الضغط ليس دليل ضعف، بل واقع يمكن تجاوزه إذا وجدت وسيلتك الخاصة للتوازن. تحدث إلى من تثق بهم، خذ فترات راحة، ولا تتردد في طلب الدعم المهني عند الحاجة.
تعلم من الأخطاء وافشل بشجاعة
الخطأ ليس نهاية الطريق، بل بداية لفهم أعمق وتطوير حقيقي. كل تجربة تحمل في طياتها درسًا جديدًا يصقلك ويقويك.
كون شبكة علاقات
العلاقات المهنية يمكن أن تفتح أبوابًا كثيرة. لا تنتظر الفرص أن تأتيك، بل شارك في فعاليات، تواصل مع أصحاب الخبرة، وكن دائمًا مستعدًا للتعلم.
آمن بنفسك وبخطتك
قارن نفسك بنفسك. لا تجعل من نجاحات الآخرين مرجعًا تحاكم به نفسك. طريقك يخصك وحدك، وكل خطوة فيه، مهما كانت صغيرة، تقربك من هدفك.
مشروع ايه العمل