
يعاني الكثيرون من نقص فيتامين د دون أن يدركوا ذلك حيث تتفاقم الأعراض تدريجيا مع مرور الوقت وغالبا ما يتم تجاهل العلامات التحذيرية المبكرة مثل الشعور بالتعب المستمر والآلام المتفرقة وتساقط الشعر وتقلبات المزاج ونزلات البرد المتكررة إذ ينسبها الناس عادة إلى ضغوط الحياة اليومية أو التوتر أو التقدم في العمر.
تعتبر آلام العظام والمفاصل والأسنان من المؤشرات القوية التي لا ينبغي إهمالها فالألم المستمر في منطقة أسفل الظهر أو حول الأضلاع أو الشعور بعدم الراحة في المفاصل دون سبب واضح قد يكون مرتبطا بنقص هذا الفيتامين نظرا لدوره الحيوي في امتصاص الكالسيوم ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي هذا النقص إلى حالات خطيرة مثل لين العظام لدى البالغين ويزيد من احتمالية التعرض للكسور كما تتأثر صحة الأسنان بشكل مباشر حيث يعتمد تكون مينا الأسنان على الكالسيوم والفوسفور مما يجعل نقص فيتامين د سببا في زيادة التسوس وبطء التئام مشاكل الأسنان.
لا يقتصر تأثير نقص فيتامين د على العظام فقط بل يمتد ليشمل العضلات أيضا حيث إن الشعور بضعف عام في العضلات أو معاناتها من تشنجات وآلام مستمرة خاصة بعد ممارسة أي نشاط بدني قد يكون علامة تحذيرية مهمة ويرجع ذلك إلى تأثير نقص امتصاص الكالسيوم على ألياف العضلات ووظائفها الحيوية لذلك فإن الضعف المتواصل يعد إشارة من الجسم تستدعي الانتباه.
يمتد تأثير فيتامين د ليشمل الصحة النفسية والمزاجية بشكل كبير فعندما تنخفض مستوياته في الجسم يلاحظ الكثيرون شعورهم بالإحباط أو يعانون من تقلبات مزاجية حادة وقلق واكتئاب وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بين هذه الاضطرابات النفسية وبين ضغوط العمل أو التغيرات الموسمية بينما قد يكون النقص الغذائي عاملا رئيسيا ومساهما في هذه الحالة.
يُعرف فيتامين د بفيتامين الشمس نظرا لأن الجسم ينتجه بشكل أساسي عند تعرض الجلد لضوء الشمس وهو عنصر ضروري للصحة العامة حيث يؤدي دورا محوريا في مساعدة الجسم على امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور مما يساهم في الحفاظ على قوة العظام ودعم الوظائف العضلية وتقوية جهاز المناعة ويمكن الحصول عليه أيضا من بعض الأطعمة والمكملات الغذائية.