
مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجامعي الجديد تسعى الطالبات إلى استعادة الحيوية والتألق والمظهر الصحي خاصة بعد فترة الإجازة الصيفية التي قد تشهد تغيرا في العادات الغذائية اليومية. ويبرز النظام الغذائي المتكامل كأداة رئيسية ليس فقط لخفض الوزن وإنما أيضا لتعزيز مستويات الطاقة والتركيز الضروريين لمواكبة المتطلبات الدراسية والمحاضرات الطويلة.
أكدت أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة هدى مدحت أن الهدف من اتباع نظام غذائي صحي للطالبات الجامعيات يتجاوز مجرد تحسين المظهر الخارجي ليشمل تعزيز الصحة العامة والقدرات الذهنية والنشاط البدني. وأوضحت أن سر النجاح يكمن في تحقيق التوازن والاعتدال عبر اختيار الأطعمة الطبيعية المفيدة وتجنب العادات الغذائية السيئة مما يمكن الفتيات من استقبال عامهن الدراسي بثقة وحيوية متجددة.
إن نجاح أي برنامج غذائي يعتمد على أسس واضحة تبدأ بالتوازن بين العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن. ويأتي الاعتدال في السعرات الحرارية كعنصر حاسم فالتقليل المفرط منها يسبب فقدان الطاقة والتركيز بينما تؤدي زيادتها إلى تراكم الوزن. كما أن شرب كميات كافية من الماء لا تقل عن ثمانية أكواب يوميا ضروري لنضارة البشرة وكفاءة العقل.
لتجنب الإغراءات المنتشرة في الحياة الجامعية مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية يمكن استبدال العصائر المعلبة بالماء المنكه بشرائح الفاكهة الطبيعية. ويفضل الاحتفاظ بوجبات خفيفة صحية في الحقيبة مثل المكسرات أو الفواكه الطازجة واختيار القهوة غير المحلاة أو الشاي الأخضر بدلا من المشروبات المليئة بالسكريات.
تبدأ رحلة اليوم بوجبة إفطار مصممة لتوفير الطاقة اللازمة للتركيز في المحاضرات الصباحية ويمكن أن تتكون من الشوفان المطهو بالحليب خالي الدسم مع قطعة فاكهة أو شريحتي توست بني مع بيضة مسلوقة وبعض الخضروات كالخيار والطماطم. وفي منتصف النهار يمكن تناول وجبة خفيفة تتألف من كوب زبادي قليل الدسم أو ثمرة فاكهة موسمية للشعور بالشبع وتجنب الأطعمة غير الصحية.
يجب أن تكون وجبة الغداء متوازنة وتحتوي على مصدر للبروتين مثل صدر دجاج مشوي أو قطعة سمك أو تونة بعد تصفيتها من الزيت مع نصف كوب من الأرز البني وطبق سلطة خضراء كبير. أما الوجبة الخفيفة بعد الظهر فقد تشمل حفنة من المكسرات النيئة غير المملحة كاللوز والجوز أو خضروات مقطعة مثل الجزر مع الحمص.
لتحقيق نتائج مثالية لا يمكن الاعتماد على النظام الغذائي وحده بل يجب دمجه بنشاط بدني منتظم. ويكفي ممارسة رياضة المشي السريع لمدة ثلاثين دقيقة يوميا أو المشاركة في أنشطة رياضية تزيد من معدل حرق الدهون وتحسن الحالة المزاجية وتقلل من التوتر المصاحب للدراسة.
يجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة لتجنب تراكم الدهون أثناء النوم ويمكن أن تقتصر على طبق من شوربة الخضار أو العدس أو علبة زبادي مع الخيار وقطعة من الجبن القريش. ولضمان نجاح النظام الغذائي ينصح بوضع أهداف واقعية كخسارة ثلاثة إلى أربعة كيلوجرامات شهريا والحصول على قسط كاف من النوم لا يقل عن سبع ساعات يوميا حيث إن قلة النوم تحفز هرمونات الجوع.
إن اتباع هذا النهج لا يؤدي فقط إلى إنقاص الوزن بطريقة آمنة وصحية بل يعزز أيضا من صفاء البشرة ويقلل من ظهور حب الشباب المرتبط بالأطعمة الدسمة ويحسن القدرة على الاستيعاب خلال المحاضرات ويكسب الطالبة عادات غذائية صحية تستمر معها لسنوات طويلة.