
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن مؤشر مقلق لكنه مهم لصحة الأجيال القادمة حيث تبين أن فحص ضغط الدم لدى الأطفال في سن السابعة يمكن أن يكون بمثابة نافذة تنبؤية تكشف عن احتمالية تعرضهم لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية المميتة في مراحل متقدمة من حياتهم.
استندت النتائج على تحليل بيانات ضخمة شملت ما يقرب من سبعة وثلاثين ألف طفل تمت متابعتهم منذ ولادتهم بين عامي 1959 و1965. قام الباحثون بقياس ضغط الدم لهؤلاء الأطفال عند بلوغهم السابعة من العمر وتتبعوا سجلاتهم الصحية حتى وصلوا إلى أوائل الخمسينيات. وأظهرت المتابعة أن الأطفال الذين سجلوا قراءات ضغط دم مرتفعة واجهوا زيادة في خطر الوفاة المبكرة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين أربعين وخمسين بالمئة مقارنة بأقرانهم الذين تمتعوا بمستويات ضغط طبيعية.
أعربت عالمة الأوبئة أليكسا فريدمان من جامعة نورث وسترن عن دهشتها من قوة الارتباط طويل الأمد بين ضغط الدم في الطفولة والمضاعفات الصحية الخطيرة لاحقا. وشددت فريدمان على أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة تستمر مدى الحياة مؤكدة على ضرورة أن يلتزم الآباء بمتابعة قراءات ضغط دم أطفالهم بانتظام كإجراء وقائي أساسي.
على الرغم من هذه النتائج المثيرة للقلق يشير الباحثون إلى أن الخطر يظل نسبيا حيث إن حوالي خمسمئة شخص توفوا بأمراض القلب خلال فترة الدراسة وكان من بينهم أفراد لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم في طفولتهم. كما أن من بين محددات الدراسة أن قياس ضغط الدم تم لمرة واحدة فقط في سن الطفولة وهو ما قد يقلل من دقة التقييم الكامل للحالة الصحية على المدى الطويل.
وللتحقق من أن ضغط الدم هو العامل الحاسم وليس العوامل المشتركة مثل النظام الغذائي أو البيئة المحيطة قام الفريق البحثي بتحليل بيانات مجموعة فرعية مكونة من 359 فردا ينتمون إلى عائلات متعددة الأطفال. وكانت النتائج متشابهة بين الأشقاء مما يعزز فرضية أن ضغط الدم بحد ذاته هو المؤثر الأساسي في زيادة المخاطر المستقبلية.
ومع ذلك لا تزال العلاقة بين ضغط الدم في سن مبكرة والوفاة لاحقا بحاجة إلى اهتمام بحثي أوسع. وتتجه الدراسات المستقبلية إلى استكشاف تأثير عوامل إضافية قد تلعب دورا في الإصابة بأمراض القلب مثل صحة الفم والعوامل الوراثية وتأثيراتها المبكرة على صحة الإنسان.