يعد الكمون أحد أشهر التوابل العطرية عالميا ولا يقتصر دوره على إضافة نكهة مميزة للأطباق في المطابخ العربية والهندية والمتوسطية بل يمتد ليكون كنزا من الفوائد الصحية التي عرفها الطب القديم وأكدتها الدراسات الحديثة نظرا لقيمته الغذائية العالية سواء استُخدم كبهار أو كمشروب مغلي أو حتى كزيت عطري.
تأتي هذه الفوائد من تركيبته الغنية بالعناصر الحيوية فهو يزخر بمجموعة متنوعة من الفيتامينات مثل فيتامين A و C و E بالإضافة إلى فيتامينات B. كما أنه مصدر مهم للمعادن الأساسية كالحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والمنجنيز فضلا عن احتوائه على الألياف الغذائية ومركبات قوية مضادة للأكسدة مثل الفلافونويدات والكومينالدهيد.
يبرز الكمون كحليف قوي للجهاز الهضمي حيث يحفز إنتاج العصارات الهاضمة في المعدة مما يسهل عملية الهضم ويقلل من الانتفاخ والغازات والشعور بالثقل بعد الوجبات. وتمتد فوائده لتشمل الكبد إذ تساعد مضادات الأكسدة فيه على تخليص الجسم من السموم وحماية خلايا الكبد من التلف.
يعمل الكمون على تعزيز قدرة الجسم الدفاعية بفضل محتواه من فيتامين C ومضادات الأكسدة التي تقوي جهاز المناعة وتساعد في مكافحة العدوى والأمراض الموسمية. ويعتبر أيضا علاجا فعالا لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لكونه مصدرا غنيا بهذا المعدن مما يعزز إنتاج الهيموجلوبين الضروري لنقل الأكسجين في الدم خاصة لدى النساء والأطفال.
تشير الأبحاث إلى أن الكمون يلعب دورا في تنظيم الوزن حيث يساهم في تسريع عمليات الأيض وحرق الدهون ويساعد على التخلص من السوائل المحتبسة بالجسم عند إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن. كما أن له تأثيرا إيجابيا على مرضى السكري إذ قد يحسن من حساسية الجسم للأنسولين ويساعد على خفض مستويات الجلوكوز المرتفعة.
يستخدم مغلي الكمون كعلاج منزلي لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي وتهدئة تقلصات المعدة والأمعاء بفضل خصائصه المهدئة. وفي الوقت نفسه يقدم فوائد للجهاز التنفسي فهو يخفف من الالتهابات مثل التهاب الشعب الهوائية ونزلات البرد ويعمل كطارد للبلغم مما يساعد على فتح الممرات الهوائية ويسهل التنفس.
لا تقتصر فوائد الكمون على الصحة الداخلية بل تمتد إلى الجمال أيضا فمضادات الأكسدة فيه تحارب الجذور الحرة التي تسبب ظهور التجاعيد وعلامات شيخوخة الجلد. وعند استخدام زيت الكمون في تدليك فروة الرأس فإنه يعزز صحتها ويساهم في تقليل تساقط الشعر.
ورغم فوائده المتعددة ينصح الخبراء بالاعتدال في استهلاكه لأن تناول جرعات عالية منه قد يؤدي إلى حرقة في المعدة أو تهيج بسيط في الأمعاء لدى بعض الأشخاص.
