يعد الكالسيوم عنصرا حيويا لصحة الجسم ولا تقتصر أهميته على بناء العظام والأسنان القوية فقط بل تمتد لتشمل وظائف دقيقة مثل تنظيم ضربات القلب وانقباض العضلات ونقل الإشارات العصبية. ويؤدي انخفاض مستوياته إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي قد يتجاهلها البعض لكنها تشير إلى مشكلة صحية تتطلب اهتماما فوريا لتجنب مضاعفات خطيرة.
توضح أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مرام عيسى أن أعراض نقص الكالسيوم تتفاوت في حدتها وتعتمد على درجة النقص ومدته. ومن أبرز المؤشرات الشعور بتقلصات وتشنجات عضلية مؤلمة قد تصيب الساقين والذراعين بشكل خاص بالإضافة إلى الإحساس بالوخز أو التنميل حول الفم وفي أصابع اليدين والقدمين. كما يمكن أن يظهر النقص على شكل جفاف في البشرة وشعر متقصف وأظافر هشة وسهلة الكسر.
وعلى صعيد أكثر خطورة فإن إهمال هذه الحالة قد يقود إلى ضعف عام في العظام وزيادة خطر التعرض للكسور بسهولة ويشعر المصاب بآلام في المفاصل والعظام. وفي الحالات المتقدمة يتسبب النقص الحاد في اضطرابات بضربات القلب قد تكون سريعة أو غير منتظمة وقد يصل الأمر إلى تقلصات في الحنجرة تسبب صعوبة في التنفس. أما لدى الأطفال فيؤدي نقص الكالسيوم إلى تأخر نمو العظام والأسنان والإصابة بلين العظام المعروف بالكساح.
تشير الدكتورة مرام إلى أن هناك أسبابا متعددة وراء انخفاض مستويات الكالسيوم في الجسم يأتي في مقدمتها عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية به. ويلعب نقص فيتامين D دورا محوريا أيضا لأن هذا الفيتامين ضروري لمساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم بفاعلية. وقد تكون المشكلة أعمق وترتبط بحالات مرضية مثل أمراض الكلى أو الكبد أو وجود قصور في وظيفة الغدة الجار درقية المسؤولة عن تنظيم هذا المعدن بالجسم. كما أن بعض الأدوية مثل مدرات البول والكورتيكوستيرويدات والحمل والرضاعة قد تستنزف مخزون الكالسيوم.
يعتمد علاج نقص الكالسيوم على معالجة السبب الرئيسي وتصحيح مستوياته. وتتضمن الخطة العلاجية عادة زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالكالسيوم وعلى رأسها الحليب ومنتجاته كالزبادي والجبن والأسماك الدهنية مثل السردين والسلمون والخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ والجرجير إضافة إلى المكسرات والبقوليات. وينصح الأطباء كذلك بالحرص على الحصول على فيتامين D عبر التعرض المعتدل لأشعة الشمس أو تناول الأطعمة المدعمة به.
في بعض الحالات قد يصف الطبيب مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم وفيتامين D لضمان وصول الجسم إلى حاجته اليومية مع ضرورة الالتزام بالجرعة المحددة لتجنب أي آثار عكسية. وتتكامل هذه الإجراءات مع تبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية العظام والامتناع عن التدخين وتقليل استهلاك المشروبات التي تعيق امتصاص الكالسيوم مثل المشروبات الغازية وتلك التي تحتوي على الكافيين.
