قصور الغدد التناسلية: علامات تحذيرية لدى الرجال أبرزها انخفاض الرغبة الجنسية

قصور الغدد التناسلية: علامات تحذيرية لدى الرجال أبرزها انخفاض الرغبة الجنسية
قصور الغدد التناسلية: علامات تحذيرية لدى الرجال أبرزها انخفاض الرغبة الجنسية

يمثل قصور الغدد التناسلية لدى الرجال تحديا صحيا غالبا ما يتم تجاهله حيث لا ينتج الجسم كميات كافية من هرمون التستوستيرون. هذا النقص لا يؤثر فقط على القدرة الإنجابية بل يمتد تأثيره السلبي ليشمل الصحة الجسدية والنفسية ويظل تشخيصه متأخرا في كثير من الأحيان بسبب الخلط بين أعراضه وعلامات التقدم في العمر الطبيعية.

لا يقتصر تأثير انخفاض هرمون التستوستيرون على الجانب الجسدي بل يلعب دورا حيويا في الصحة النفسية والعقلية. فالرجال المصابون بهذه الحالة قد يعانون من القلق المستمر والشعور بالحزن وسرعة الانفعال وضعف ملحوظ في التركيز. كما تمتد الآثار لتشمل اضطرابات النوم مثل الأرق وانخفاض الدافع للاهتمام بالأنشطة المعتادة وضعف الثقة بالنفس. وتظهر أبحاث أن الرجال الذين يعانون من مستويات منخفضة من هذا الهرمون هم أكثر عرضة لمواجهة نوبات اكتئاب.

على الصعيد الجسدي تتعدد الأعراض التي تظهر بشكل تدريجي مما يجعل اكتشافها مبكرا أمرا صعبا. من أبرز هذه العلامات الشعور بالتعب الدائم والإرهاق المستمر وفقدان الكتلة العضلية الذي يترافق مع زيادة في تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن. كما يؤثر نقص الهرمون على كثافة العظام مما يسبب هشاشتها ويزيد من خطر التعرض للكسور بالإضافة إلى بطء نمو شعر الجسم واللحية أو ترقق شعر الرأس وتغيرات في طبيعة الجلد.

يعد هرمون التستوستيرون محوريا في الصحة الجنسية والإنجابية فهو المسؤول عن بناء الأنسجة التناسلية وتعزيز الخصائص الذكورية. ويؤدي انخفاض مستوياته إلى تراجع واضح في الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب وصعوبة الحفاظ عليه وقد يصل الأمر إلى انكماش الخصيتين. كما يتأثر إنتاج الحيوانات المنوية كما ونوعا مما يقلل من فرص الإنجاب ويؤثر سلبا على الثقة بالنفس والعلاقات الزوجية.

توضح هيئات صحية عالمية أن قصور الغدد التناسلية هو حالة مرضية تقل فيها مستويات هرمون التستوستيرون عن المعدل الطبيعي. وهذا الهرمون أساسي للنمو الجنسي وبناء العضلات والحفاظ على الطاقة والمزاج ودعم الخصوبة. وتشير أبحاث طبية منشورة إلى أن الحالة منتشرة بشكل كبير حيث يقدر أن أربعين بالمئة من الرجال فوق سن الخامسة والأربعين وخمسين بالمئة من الرجال في الثمانينيات يعانون منها بدرجات متفاوتة.

يمكن أن تظهر هذه الحالة المرضية في أي مرحلة من مراحل العمر فقد تبدأ منذ الولادة أو تظهر خلال فترة البلوغ أو تتطور لاحقا مع التقدم في السن أو نتيجة التعرض لإصابة أو بسبب أمراض مزمنة أو أنماط حياة غير صحية. وغالبا ما يتم تفسير أعراضها بشكل خاطئ على أنها مجرد إرهاق أو علامات طبيعية للشيخوخة مما يؤخر الحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

تتنوع خيارات العلاج المتاحة وتعتمد على السبب الكامن وراء الحالة وأهداف المريض. أحد أبرز الحلول هو العلاج التعويضي بالتستوستيرون الذي يتم تقديمه بأشكال مختلفة مثل الجل الموضعي أو اللصقات الجلدية أو الحقن أو الكبسولات التي تزرع تحت الجلد للمساعدة في تحسين الرغبة الجنسية ورفع الطاقة وتقوية العضلات والعظام.

في الحالات التي يكون فيها الهدف هو الإنجاب قد يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية محفزة للخصوبة تعمل على تعزيز إنتاج الجسم الطبيعي لهرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية. بالإضافة إلى ذلك يشمل العلاج معالجة أي مسببات مرضية أدت إلى ضعف الغدد التناسلية.

كما يلعب تغيير نمط الحياة دورا مهما في الخطة العلاجية من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم الجيد. ويوصى أيضا باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وتقليل مستويات التوتر والإجهاد. ويجب أن تتم أي خطة علاجية هرمونية تحت إشراف طبيب متخصص لتحديد الخيار الأنسب وتفادي أي مضاعفات جانبية محتملة.