يسلط خبراء الصحة الضوء على الدور المحتمل للشاي الأخضر منخفض الكافيين في دعم صحة الدماغ وتقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر. يعود الفضل في ذلك إلى غناه بمضادات الأكسدة ومركبات فريدة تعزز الوظائف الإدراكية وتحمي من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر مما يجعله إضافة قيمة للنظام الصحي اليومي.
لا تقتصر فوائد الشاي الأخضر على الدماغ فقط بل تمتد لتشمل جوانب صحية أخرى هامة. تشير أبحاث إلى ارتباط تناول عدة أكواب منه يوميًا بانخفاض ملحوظ في احتمالية الإصابة بالسمنة بمنطقة البطن خاصة لدى النساء. كما يساهم في تنظيم مستويات سكر الدم وخفضها على المدى القصير وقد أظهرت دراسة صينية أن تناوله يوميًا يقلل من خطر الوفاة المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني. ورغم تباين الأدلة ربطت بعض الدراسات بينه وبين تراجع فرصة الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الرئة والمبيض.
يمثل مرض الزهايمر أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم حيث يصنف كأكثر أنواع الخرف انتشارًا ويقدر عدد المصابين به بأكثر من 50 مليون شخص. ولا يقتصر تأثير هذا الاضطراب الإدراكي المقلق على تدمير الذاكرة والقدرة على التفكير بشكل تدريجي بل يتجاوز ذلك ليحدث تغييرات عميقة في شخصية المريض وسلوكياته.
في سياق البحث عن طرق لإبطاء ظهور المرض كشفت دراسة حديثة أن مركب EGCG وهو مضاد أكسدة قوي موجود بوفرة في الشاي الأخضر يوفر حماية من الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة. يقوم هذا المركب بتخليص الجسم من أنواع الأكسجين التفاعلية ويؤثر على المسارات الخلوية لتعزيز آليات الدفاع الطبيعية المضادة للأكسدة في الجسم ويحارب الإجهاد التأكسدي.
وتزداد فعالية هذا المركب في دعم شيخوخة الدماغ الصحية عند اقترانه بالنيكوتيناميد وهو أحد أشكال فيتامين ب3. فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إيرفين أن هذين المركبين يعملان معًا على استعادة طاقة الدماغ عبر إعادة تدوير جزيء حيوي يعرف باسم ثلاثي فوسفات الغوانوزين. ويضمن هذا التآزر بقاء مستويات الطاقة في الدماغ عند معدلاتها الشابة مما يعزز قدرة الخلايا على التخلص من بروتين بيتا أميلويد الضار المرتبط بقوة بمرض الزهايمر.
لتحقيق هذه الفوائد الصحية يقترح الخبراء تناول ما لا يقل عن كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر بشكل يومي. وينصحون باختيار الأنواع قليلة الكافيين أو الخالية منه تمامًا لضمان الحصول على أقصى استفادة ممكنة لصحة الجسم والعقل.
