
يُعد البروتين حجر الزاوية في بناء الجسم الصحي فهو ضروري لإصلاح العضلات ودعم إنتاج الهرمونات وتقوية جهاز المناعة والحفاظ على النشاط العام لكن خبراء التغذية يحذرون من أن الإفراط في استهلاك بعض الأطعمة الغنية به قد يحول فوائده إلى أخطار تهدد صحة الإنسان.
قد يصبح النظام الغذائي المعتمد بكثرة على مصادر بروتينية معينة سببا في تدهور صحة القلب والأوعية الدموية والإضرار بوظائف الكلى بل ويرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان حيث إن الاعتماد المفرط على اللحوم المصنعة والحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم يمثل تهديدا صامتا على المدى الطويل.
تكمن الخطورة في اللحوم المصنعة مثل النقانق والسلامي وغيرها من الأنواع المعالجة أو المدخنة فعلى الرغم من محتواها العالي من البروتين إلا أنها مشبعة بالدهون والملح والمواد الحافظة كالنترات وقد ربطت أبحاث علمية مستفيضة بين تناولها بانتظام وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي والرئة بالإضافة إلى أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
يمثل لحم البقر والضأن مصدرا مهما للبروتين والحديد لكن استهلاكه بكميات كبيرة يرتبط مباشرة بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين كما تشير المراجعات العلمية إلى وجود صلة واضحة بين الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء وأنواع متعددة من السرطان أبرزها سرطان القولون والمستقيم.
لا يقتصر الخطر على نوع البروتين فحسب بل يمتد إلى طريقة تحضيره فالطهي على درجات حرارة مرتفعة مثل القلي أو الشواء يؤدي إلى تكوين مركبات ضارة مثل الأمينات الحلقية غير المتجانسة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات وأظهرت التجارب على الحيوانات أن هذه المركبات قد تساهم في تطور الأورام السرطانية كما أن القلي يضيف إلى الطعام سعرات حرارية ودهونا غير صحية ودهونا متحولة.
توفر منتجات الألبان البروتين والكالسيوم الضروريين لصحة العظام غير أن الأصناف كاملة الدسم مثل الحليب الكامل والزبدة وبعض أنواع الجبن تكون غنية بالدهون المشبعة وقد ربطت دراسات بين زيادة تناول هذه الدهون وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة التمثيل الغذائي لذا يبقى الاعتدال هو الحل الأمثل لتجنب رفع مستويات الكوليسترول الضار.
إن التركيز المفرط على المصادر الحيوانية للبروتين يؤدي غالبا إلى إهمال الأطعمة النباتية التي توفر فوائد لا تقل أهمية مثل الألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات وتشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.