تنتشر في الأسواق والمتاجر الكبرى منتجات غذائية مخصصة لمرضى السكري تحمل عناوين براقة توحي بأنها الخيار الصحي الأمثل للسيطرة على مستويات السكر في الدم إلا أن خبراء التغذية يؤكدون أن هذه الأطعمة في حقيقتها قد لا تعدو كونها مجرد وهم تسويقي متقن لا يقدم فوائد صحية حقيقية بل يضع المستهلكين في حيرة.
تستغل الشركات المصنعة المخاوف الصحية لدى المصابين بالسكري لترويج منتجاتها التي تباع بأسعار باهظة مقارنة ببدائلها العادية إذ يتم وضعها على أرفف خاصة لجذب انتباه هذه الفئة من المستهلكين وخلق انطباع خاطئ بأنها ضرورية لإدارة حالتهم الصحية بينما الحقيقة مغايرة تماما.
إن الادعاء بأن هذه الأطعمة آمنة لمرضى السكري يتجاهل مكوناتها الأخرى فعلى الرغم من خلوها من السكر المضاف فإنها غالبا ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية والكربوهيدرات المعقدة التي تؤثر بدورها على مستويات الجلوكوز في الدم وتزيد من خطر زيادة الوزن وهو أحد أكبر التحديات التي تواجه مرضى السكري.
تعتمد الكثير من هذه المنتجات على بدائل السكر مثل الكحوليات السكرية كالسوربيتول والمانيتول وهذه المواد قد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات والإسهال عند استهلاكها بكميات كبيرة مما يضيف مشكلة صحية جديدة للمريض بدلا من حل المشكلة الأساسية.
يكمن الحل الحقيقي لإدارة مرض السكري في فهم طبيعة الغذاء بشكل عام وليس في اللجوء إلى منتجات مصنعة خاصة فالنظام الغذائي الصحي للمريض لا يختلف جوهريا عن النظام الموصى به لغير المرضى فهو يعتمد على تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون مع التحكم الدقيق في حجم الحصص.
إن قراءة الملصقات الغذائية على جميع المنتجات وليس فقط تلك المخصصة للسكري هي الممارسة الأكثر فعالية فمن خلالها يمكن للمريض معرفة محتوى الكربوهيدرات والدهون والسعرات الحرارية واتخاذ قرار مستنير بناء على معلومات دقيقة بدلا من الاعتماد على الشعارات التسويقية المضللة الموجودة على واجهة العبوة.
ويشدد الأطباء وأخصائيو التغذية على ضرورة استشارة الخبراء لوضع خطة غذائية شخصية تتناسب مع حالة كل مريض وأسلوب حياته واحتياجاته اليومية فهذه الاستشارة المهنية توفر إرشادات عملية وموثوقة تفوق بكثير أي فائدة مزعومة للمنتجات الغذائية التجارية الجاهزة.
