يعد التهاب المرارة حالة صحية شائعة تتطلب اهتماما طبيا فوريا حيث ينشأ غالبا نتيجة انسداد القناة المرارية بسبب تكوّن الحصوات. هذا الانسداد يمنع تدفق العصارة الصفراوية بشكل طبيعي مما يسبب التهابا حادا وآلاما شديدة قد تفاجئ المصاب وتستدعي التدخل العاجل لتجنب تفاقم الحالة.
وإلى جانب الحصوات المرارية التي تعتبر المسبب الرئيسي هناك عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة. فالعدوى البكتيرية قد تلعب دورا في تفاقم الالتهاب كما أن ضعف تدفق الدم إلى المرارة يمثل مشكلة جدية خاصة لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري.
كذلك يلاحظ أن فترات الصيام الطويلة أو الاعتماد الكلي على التغذية عن طريق الوريد قد يساهم في ركود العصارة الصفراوية ويزيد من فرصة حدوث الالتهاب.
تتعدد مؤشرات الإصابة بالتهاب المرارة لكن أبرزها هو الشعور بألم مفاجئ وشديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن. وقد يمتد هذا الألم ليصل إلى منطقة الكتف الأيمن أو الظهر مما يزيد من حدة المعاناة. يصاحب ذلك عادة إحساس بالغثيان قد يتطور إلى قيء متكرر إلى جانب ارتفاع في درجة حرارة الجسم مصحوبا بالقشعريرة.
كما يعاني بعض المرضى من انتفاخ ملحوظ في البطن وشعور دائم بالامتلاء. وفي حالات متقدمة قد يظهر اصفرار على الجلد وبياض العينين وهو مؤشر على تأثر وظائف الكبد بسبب الانسداد. ويؤكد الخبراء على خطورة إهمال هذه العلامات التحذيرية لأن التأخير في العلاج قد يقود إلى مضاعفات وخيمة. وقد يصل الأمر في الحالات المهملة إلى حدوث غرغرينا أي موت أنسجة المرارة أو حتى انفجارها وهو وضع صحي يهدد الحياة ويتطلب جراحة طارئة.
