
تسود حالة من الترقب الشديد في الأسواق العالمية مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يبدأ غدا الثلاثاء ويُعلن عن قراراته يوم الأربعاء. وتنعكس هذه الأجواء بشكل مباشر على أسعار الذهب التي استقرت في التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين محتفظة بتداولاتها قرب المستويات التاريخية التي سجلتها مؤخرا.
تستمد هذه التوقعات قوتها من بيانات اقتصادية حديثة أظهرت تباطؤا في سوق العمل بالولايات المتحدة حيث أضاف الاقتصاد 22 ألف وظيفة فقط خلال شهر أغسطس وهو ما أدى لارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%. وعلى الرغم من أن بيانات التضخم جاءت أعلى من المتوقع مسجلة 0.4% على أساس شهري يرجح المحللون أن يمنح الفيدرالي أولوية لمؤشرات التوظيف الضعيفة عند صياغة قراره النقدي.
وتعكس أسواق المال رهانات قوية على تيسير السياسة النقدية إذ تشير أداة متابعة الفيدرالي CME FedWatch إلى أن المستثمرين يسعرون احتمالية تتجاوز 96% لإقدام البنك المركزي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. كما يراهن عدد أقل من المتعاملين على خفض أكثر جرأة قد يصل إلى 50 نقطة أساس.
وفي ظل هذه المعطيات واصل المعدن الأصفر أداءه القوي إذ سجل السعر الفوري للذهب ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.1 بالمئة إلى 3645.03 دولار للأوقية ليظل محلقا بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق البالغ 3673.95 دولار الذي تم تسجيله الأسبوع الماضي. ويمثل هذا الصعود امتدادا لسلسلة مكاسب أسبوعية استمرت لأربعة أسابيع متتالية حيث حقق المعدن النفيس خلال الأسبوع الماضي وحده مكاسب بنحو 1.5 بالمئة كما ارتفع سعره بأكثر من 40 بالمئة منذ بداية العام مدفوعا بتزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط التوترات التجارية. في المقابل شهدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تراجعا طفيفا بنسبة 0.1 بالمئة لتصل إلى 3682.70 دولار للأوقية.
وفي أسواق المعادن الأخرى شهدت الفضة تراجعا في عقودها الآجلة بنسبة 0.2 بالمئة مسجلة 42.76 دولار للأوقية بينما حافظ البلاتين على استقراره عند 1410.45 دولار للأوقية دون تغيرات سعرية ملحوظة. وعلى صعيد المعادن الصناعية سجلت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن ارتفاعا بنسبة 0.3 بالمئة لتصل إلى 10083.3 دولار للطن كما صعدت عقود النحاس في السوق الأمريكية بنسبة 0.2 بالمئة مسجلة 4.66 دولار للرطل.