
أطلق متخصصون في قطاع الصحة وخبراء في مجال تأمين المركبات تحذيرات متجددة ومهمة تستهدف قائدي السيارات الذين يستخدمون أنواعا معينة من العقاقير الطبية حيث شددوا على أن الآثار الجانبية لبعض الأدوية قد تضعف بشكل كبير من تركيز السائق وقدرته على التحكم بالمركبة مما يستدعي تجنب القيادة تماما حفاظا على الأرواح.
ينصب التركيز بشكل أساسي على ما يعرف بالأدوية القوية التي تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي إذ تشمل هذه الفئة مسكنات الألم الأفيونية والمهدئات وأنواعا محددة من مضادات الاكتئاب وهي العقاقير التي غالبا ما تسبب النعاس الشديد أو تحمل بطبيعتها تحذيرات واضحة تمنع مستخدميها من تشغيل الآليات الثقيلة أو القيام بأنشطة تتطلب انتباها كاملا.
وتشير التوجيهات الرسمية الصادرة عن الهيئات الصحية إلى قائمة أدوية محددة يجب على مستخدميها استشارة الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار بالقيادة ومن بين هذه المواد الأمفيتامينات مثل ديكسامفيتامين وسيـليجيلين ومجموعة البنزوديازيبينات التي تضم كلونازيبام وديازيبام وفلونيترازيبام ولورازيبام بالإضافة إلى الميثادون وأوكسازيبام وتيمزابام وتؤكد القوانين في دول مثل المملكة المتحدة أن القيادة تحت تأثير أدوية تضعف القدرة على التحكم تعد مخالفة حتى لو كانت هذه الأدوية موصوفة بشكل قانوني من قبل طبيب.
تمتد خطورة المسألة لتشمل العديد من الأدوية المتاحة للشراء دون وصفة طبية والتي قد تكون أقوى بكثير مما يتصوره عامة الناس لذلك ينصح السائقون بضرورة قراءة النشرات الدوائية المرفقة بكل دواء بعناية فائقة للبحث عن أي تحذيرات تتعلق بالقيادة وعدم التردد في طلب المشورة الطبية من الطبيب أو الصيدلي عند وجود أي شك لتوضيح مدى تأثير الدواء على حالتهم الذهنية.
يأتي هذا التشديد في سياق تزايد الوعي العام بالحوادث المرورية التي ترتبط بتأثير الأدوية وهو ما يبرز أهمية الاستخدام المسؤول للعقاقير الطبية لضمان سلامة الطرقات ففهم السائق لتأثيرات دوائه واتباعه الصارم للإرشادات الطبية يجب أن يكون أولوية قصوى توازي أهمية صيانة المركبة وذلك لحماية سلامته وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين.