تحظى القهوة بشعبية جارفة حول العالم كونها مشروباً منبهاً يعتمده الملايين لبدء يومهم بتركيز ونشاط لكن خبراء التغذية يحذرون من أن تجاوز الحدود المعقولة في استهلاكها يحول فوائدها إلى سلسلة من المخاطر الصحية التي قد تؤثر على مختلف أجهزة الجسم وتؤدي إلى مضاعفات جسدية ونفسية.
يؤثر الاستهلاك المفرط للقهوة سلبا على الجهاز الهضمي حيث يتسبب في تهيج جدار المعدة وزيادة إفراز الأحماض مما قد يؤدي إلى الشعور بالحموضة أو تفاقم أعراض الارتجاع المعدي المريئي لدى البعض كما يمكن أن يتسبب الكافيين الزائد في حدوث اضطرابات في القولون أو الإصابة بالإسهال.
ومن أبرز التبعات السلبية لشرب القهوة بكثرة خاصة في فترات المساء حدوث اضطرابات في النوم فالكافيين يعيق قدرة الجسم على الاسترخاء والدخول في نوم عميق مما ينتج عنه أرق وتقطع في النوم ويؤدي تراكم هذه المشكلة إلى الشعور بالإرهاق المزمن وضعف التركيز خلال النهار وقد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
على صعيد صحة القلب والأوعية الدموية يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم وهو تأثير يصبح أكثر خطورة ووضوحاً لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من مشكلات في ضغط الدم بالإضافة إلى ذلك قد يشعر البعض بتسارع في نبضات القلب أو خفقان غير منتظم مما يثير القلق خصوصاً لمن لديهم تاريخ مرضي في القلب.
يؤدي الكافيين الموجود بنسب عالية في القهوة إلى تنشيط الجهاز العصبي بشكل مفرط مما يتسبب في زيادة الشعور بالقلق والتوتر العصبي وقد يصاحب ذلك حالة من التهيج والعصبية الزائدة وصعوبة في الاسترخاء وهو ما يحول كوب القهوة من مصدر للهدوء إلى سبب للتوتر.
كما أن للقهوة تأثيراً مدراً للبول واستهلاكها بكميات كبيرة دون تعويض الجسم بالسوائل الكافية يعرضه لخطر الجفاف الذي يظهر على شكل صداع مستمر وشعور بالعطش كما أن الاعتماد المفرط على الكافيين يخلق حالة من الإدمان وعند محاولة تقليل الكمية أو التوقف فجأة تظهر أعراض انسحابية مزعجة تشمل الصداع وتقلب المزاج والخمول.
تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من القهوة على المدى الطويل قد يؤثر على صحة العظام حيث يمكن أن يعيق امتصاص الكالسيوم في الجسم مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام خصوصا عند النساء أو في حال كان النظام الغذائي فقيراً بمصادر الكالسيوم مثل الحليب ومنتجاته.
تزداد المخاطر بشكل خاص أثناء فترة الحمل حيث إن استهلاك كميات كبيرة من الكافيين قد يرتبط بزيادة خطر الإجهاض أو ولادة أطفال بوزن منخفض لذلك تشدد التوصيات الطبية على ضرورة ألا تتجاوز النساء الحوامل كمية محددة من الكافيين يومياً.
ولتجنب هذه الأضرار والاستمتاع بفوائد القهوة ينصح الخبراء بالاكتفاء بتناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً كحد أقصى وهو ما يعادل حوالي مئتين إلى ثلاثمئة ملليجرام من الكافيين مع ضرورة تجنب شربها قبل ست ساعات على الأقل من موعد النوم لضمان عدم تأثيرها على جودته ومن المهم أيضاً الحرص على شرب كميات وافرة من الماء لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم وتقليل الإضافات غير الصحية مثل السكر والكريمة لتجنب السعرات الحرارية الزائدة ويمكن استبدال بعض أكواب القهوة بمشروبات أخرى مفيدة كالشاي الأخضر أو أنواع شاي الأعشاب المختلفة.
