
يحظى الفول السوداني بشعبية واسعة كأحد أبرز أنواع التسالي المفضلة لدى الكثيرين حول العالم ويتميز بسعره المناسب مقارنة ببقية المكسرات ورغم تصنيفه نباتيا ضمن فصيلة البقوليات إلا أنه اكتسب مكانته كعنصر أساسي في عالم المكسرات بفضل قيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية المتعددة.
يعد الفول السوداني مصدرا غنيا بالطاقة المستدامة حيث يوفر مزيجه الفريد من البروتين النباتي والدهون الصحية والكربوهيدرات بطيئة الامتصاص دفعة طاقة تدوم طويلا مما يجعله وجبة مثالية قبل ممارسة التمارين الرياضية أو خلال يوم عمل طويل يتطلب تركيزا وجهدا بدنيا كما أن البروتين فيه يلعب دورا حيويا في بناء الأنسجة العضلية وإصلاحها ويعزز الشعور بالامتلاء لفترات أطول.
لصحة القلب والأوعية الدموية فوائد جمة فمحتواه من الدهون غير المشبعة يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم ورفع مستويات الكوليسترول الجيد بالإضافة إلى ذلك تساهم مضادات الأكسدة القوية مثل الريسفيراترول في حماية الأوعية الدموية من التلف وتعزيز مرونتها بينما يعمل كل من المغنيسيوم والنياسين على تحسين تدفق الدم ودعم وظائف القلب بشكل عام.
لا تقتصر فوائده على الجسم فقط بل تمتد لتشمل صحة الدماغ حيث يساهم النياسين ومركب الريسفيراترول في تحسين الدورة الدموية الواصلة إلى المخ وهو ما ينعكس إيجابا على زيادة التركيز وتقوية الذاكرة كما أن الدهون الصحية الموجودة فيه ضرورية لبناء أغشية الخلايا العصبية والحفاظ على كفاءة الوظائف الإدراكية.
على الرغم من سعراته الحرارية المرتفعة يمكن أن يكون الفول السوداني حليفا في إدارة الوزن عند تناوله باعتدال فالألياف والبروتين يبطئان عملية الهضم ويعززان الشعور بالشبع لفترة طويلة وهو ما يقلل من الرغبة في تناول وجبات خفيفة غير صحية بين الوجبات الرئيسية وتساعد الألياف الغذائية أيضا على تحسين حركة الأمعاء وتقليل مشاكل الإمساك ودعم صحة الجهاز الهضمي عبر تغذية البكتيريا النافعة.
يساهم الفول السوداني أيضا في الحفاظ على صحة العظام والجلد فوجود عنصري الفوسفور والمغنيسيوم يدعم كثافة العظام ويحافظ على قوتها بينما يعزز النياسين قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم أما بالنسبة للبشرة فإن فيتامين E يعمل كمضاد للأكسدة يحمي الجلد من أضرار الجذور الحرة وأشعة الشمس وتساعد الدهون الصحية على ترطيب البشرة ومنحها مظهرا مشرقا وناعما.
تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم للفول السوداني قد يساهم في تقليل احتمالية تكون حصوات المرارة خاصة لدى النساء كما أن محتواه من مضادات الأكسدة مثل البوليفينولات قد يساعد في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وتخفيف مستويات الالتهاب المزمن في الجسم.
للحصول على أقصى فائدة صحية يفضل تناول الفول السوداني محمصا أو نيئا دون إضافة كميات كبيرة من الملح أو السكر وتعد زبدة الفول السوداني خيارا ممتازا ولكن ينصح باختيار الأنواع الطبيعية التي لا تحتوي على زيوت مهدرجة أو إضافات صناعية وبسبب محتواه العالي من السعرات الحرارية يبقى الاعتدال في تناوله أمرا ضروريا لتجنب زيادة الوزن كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية المكسرات تجنبه تماما.