
كشفت دراسة أسترالية حديثة عن الآلية التي يمكن للتمارين الرياضية من خلالها مكافحة سرطان الثدي حيث وجد الباحثون أن جلسة تمرين واحدة قادرة على تحفيز الجسم لإنتاج بروتينات خاصة يُعتقد أنها تثبط نمو الخلايا السرطانية مما يقدم تفسيرا علميا لفوائد النشاط البدني في هذا السياق.
أجرى فريق البحث من جامعة إديث كوان تجاربه على اثنتين وثلاثين امرأة من الناجيات من سرطان الثدي في مراحله الأولى إلى الثالثة كن قد أنهين علاجهن قبل أربعة أشهر على الأقل وطلب منهن إتمام جلسة تدريبية واحدة لمدة خمس وأربعين دقيقة.
تضمنت التدريبات نوعين من التمارين إما تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال أو التدريب المتقطع عالي الكثافة الذي يمزج بين دفعات قصيرة من المجهود الشديد وفترات راحة وقام الفريق بتحليل عينات الدم من المشاركات في ثلاث مراحل مختلفة قبل التمرين وبعده مباشرة ثم بعد مرور ثلاثين دقيقة.
لاحظ العلماء ارتفاعا كبيرا في مستويات بروتينات الميوكينات التي تفرزها خلايا العضلات أثناء المجهود البدني وتعمل هذه البروتينات كوسيط للتواصل بين العضلات وبقية أعضاء الجسم كما تسهم في تنظيم الأيض وتقليل الالتهابات التي تعد عاملا أساسيا في نمو الأورام.
وقدرت الدراسة المنشورة في مجلة أبحاث وعلاج سرطان الثدي أن هذه الزيادة في الميوكينات قد تبطئ نمو السرطان بنسبة تتراوح بين عشرين وثلاثين بالمئة.
وسجلت مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة أعلى زيادة في بروتين الميوكين IL-6 وهو بروتين رئيسي في دعم وظائف المناعة حيث وصلت الزيادة إلى سبعة وأربعين بالمئة بعد التمرين مباشرة أما مجموعة تمارين المقاومة فقد أظهرت زيادة بنسبة ثلاثة وعشرين بالمئة في بروتين الديكورين وتسعة بالمئة في بروتين IL-6.
أوضح الباحثون أن الميوكينات تعمل على تثبيط السيتوكينات الالتهابية التي يمكن أن يتسبب ارتفاعها المزمن في تلف الحمض النووي وزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان ورغم أن مستويات الميوكينات بدأت في الانخفاض تدريجيا بعد التمرين إلا أنها ظلت مرتفعة مقارنة بمستوياتها قبل بدء النشاط البدني.