
يشكل طاجن السمك أحد أعمدة المطبخ المغربي الأصيل حيث يجسد تجربة فريدة تجمع بين عبق البحر ونكهات التوابل الشرقية الغنية التي تشتهر بها المغرب. هذا الطبق ليس مجرد وجبة عادية بل هو احتفاء بالمذاق والجودة ويقدم للأسرة والضيوف كرمز للكرم والضيافة ويتميز بقوامه الغني وتناغم مكوناته.
لإعداد هذا الطبق الشهي تبدأ الرحلة بتجهيز قاعدة الصلصة الغنية. يتطلب الأمر حوالي ثلاث بصلات متوسطة الحجم مفرومة وفصين من الثوم المهروس حيث يتم تشويحهما في نصف كوب من زيت الزيتون داخل الطاجن حتى يذبلا ويكتسبا لونا ذهبيا. بعد ذلك تضاف ثلاث حبات من الطماطم المقطعة وحبتان من الفلفل الأحمر الحلو لتعزيز النكهة مع إمكانية إضافة حبة فلفل أخضر حار لمن يفضلون المذاق اللاذع.
تأتي بعد ذلك مرحلة إضافة البهارات التي تمنح الطاجن هويته المميزة. يضاف مزيج من ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون ومثلها من الفلفل الأحمر الحلو ونصف ملعقة صغيرة من كل من الكركم والقرفة مع الملح والفلفل الأسود حسب الذوق ويمكن تعزيز اللون والرائحة برشة من الزعفران. يترك هذا الخليط من الخضروات والتوابل ليطهى على نار هادئة لمدة عشر دقائق تقريبا حتى تتجانس المكونات وتتشكل صلصة كثيفة وعطرية.
أما بالنسبة للمكون الرئيسي فيمكن استخدام كيلوغرام واحد من السمك الطازج مثل البوري أو السردين أو حتى السلمون. يغسل السمك جيدا ثم يتبل بعصير ليمونة كاملة مع الملح والفلفل الأسود ويترك في هذه التتبيلة البسيطة لمدة ربع ساعة ليتشرب النكهة قبل الطهي.
يوضع السمك المتبل بعناية فوق طبقة الخضروات والصلصة داخل الطاجن ثم يغطى بإحكام ويترك لينضج ببطء على نار منخفضة لمدة تتراوح بين 25 و30 دقيقة. تسمح هذه المدة للسمك بأن ينضج تماما ويمتص كل النكهات المركزة من الصلصة والتوابل.
قبل رفع الطاجن من على النار مباشرة تضاف حفنة من البقدونس والكزبرة الطازجة المفرومة التي تمنح الطبق لمسة نهائية من الانتعاش واللون الجذاب ويمكن تزيينه أيضا بشرائح من الليمون الطازج. يكتمل المشهد التقديمي لهذا الطبق التقليدي عند تقديمه ساخنا بجانب الخبز المغربي الطازج الذي يعد مثاليا لغمس الصلصة الغنية أو مع طبق من الكسكس لتكوين وجبة متكاملة ومشبعة.