تنتشر عادة فرقعة الأصابع بين ملايين الأشخاص حول العالم لتصبح سلوكا شبه إرادي يمارسه البعض دون تفكير وعلى الرغم من شيوعها الكبير يظل الجدل قائما حول تأثيراتها الصحية وما إذا كانت مجرد عادة مزعجة أم أنها تحمل في طياتها مخاطر حقيقية على المفاصل وقوة اليدين على المدى الطويل.
ينشأ الصوت المميز لطقطقة المفاصل نتيجة لآليات فيزيائية معقدة تحدث داخل المفصل والسبب الأكثر شيوعا هو انفجار فقاعات غازية صغيرة تتشكل في السائل الزليلي الذي يحيط بالمفاصل ويعمل على تليين حركتها فعندما تقوم بشد المفصل يتكون فراغ يؤدي إلى تحرر الغازات وتكوين هذه الفقاعات التي ينفجر بعضها محدثا ذلك الصوت المألوف وفي حالات أخرى قد ينتج الصوت عن حركة الأربطة والأوتار فوق النتوءات العظمية.
تشير بعض الدراسات إلى أن المواظبة على هذه العادة قد لا تكون حميدة تماما فقد لوحظ ارتباطها بظهور تورم في اليدين على المدى البعيد وزيادة احتمالية التعرض لمشكلات وتلف في المفاصل مع التقدم في العمر والأثر الأكثر وضوحا هو ضعف قوة قبضة اليد مما يجعل أداء المهام اليومية البسيطة مثل الإمساك بالأشياء بإحكام أو حمل الأوزان أكثر صعوبة وقد يؤثر ذلك على قدرة الشخص على الدفاع عن نفسه في مواقف معينة.
خلافا للاعتقاد الشعبي السائد لا توجد أدلة علمية قوية تربط بشكل مباشر بين فرقعة الأصابع والإصابة بالتهاب المفاصل ورغم أن هذه المعلومة قد تكون مطمئنة للكثيرين إلا أن الخبراء يؤكدون أن عدم تسببها في التهاب المفاصل لا يجعلها عادة صحية أو ينفي عنها الأضرار الأخرى المحتملة.
للتخلص من هذه العادة الراسخة ينصح الخبراء بتبني استراتيجية الاستبدال وتقوم هذه الطريقة على إيجاد بديل صحي ومفيد يشغل اليدين ويفرغ التوتر بدلا من اللجوء لفرقعة المفاصل ويعد استخدام كرة تخفيف التوتر خيارا مثاليا حيث إنه لا يمنعك من ممارسة العادة القديمة فحسب بل يساهم أيضا في تقوية عضلات اليدين وزيادة قوة القبضة وهو ما يعاكس تماما التأثير السلبي لفرقعة الأصابع ويساعد في الحفاظ على صحة المفاصل وتأخير علامات الشيخوخة.
