القهوة كنز صحي مذهل: تحارب الزهايمر وتحسن مزاجك بشكل غير متوقع

القهوة كنز صحي مذهل: تحارب الزهايمر وتحسن مزاجك بشكل غير متوقع
القهوة كنز صحي مذهل: تحارب الزهايمر وتحسن مزاجك بشكل غير متوقع

تحولت القهوة من مجرد مشروب صباحي لاكتساب النشاط واليقظة إلى محور اهتمام دراسات علمية وبحثية عديدة في السنوات الأخيرة. هذا المشروب الذي يعد طقسا يوميا لملايين الأفراد حول العالم بأشكاله المتعددة سواء كانت تركية أمريكية إسبريسو أو عربية يحمل في تركيبته فوائد صحية وجسدية ونفسية عميقة جعلته أكثر من مجرد عادة بل وسيلة لتعزيز الصحة.

وتؤكد أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مروة كمال أن القهوة رفيق يومي يمتلك تأثيرا إيجابيا مثبتا علميا على الصحة النفسية والجسدية حيث يعد تعزيز المزاج والتركيز من أشهر فوائده المعروفة. وتستعرض الدكتورة أبرز الفوائد التي كشفت عنها الأبحاث حول هذا المشروب الشهير وتأثيره على العقل والجسم ودوره في تحسين نوعية الحياة بشكل عام.

يعتبر الكافيين المكون النشط في القهوة منبها طبيعيا للجهاز العصبي المركزي وهو السبب الرئيسي لشعبيتها كمصدر للطاقة والانتباه. فبعد شرب فنجان واحد يبدأ مفعول الكافيين في غضون 15 إلى 30 دقيقة مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في مستويات التركيز ويمنح إحساسا باليقظة وهو ما يجعله خيارا مثاليا للطلاب والمهنيين الذين يسعون لتحسين أدائهم الذهني ومكافحة الشعور بالإرهاق.

لا يقتصر تأثير القهوة على العقل فحسب بل يمتد ليشمل الجسد إذ تعد حليفا قويا للرياضيين. يعمل الكافيين على زيادة معدلات هرمون الأدرينالين في الدم والذي يهيئ الجسم لمجهود بدني أكبر ولهذا السبب يعتمد الكثيرون على فنجان من القهوة قبل ممارسة التمارين الرياضية لزيادة قدرتهم على التحمل وتخفيف الشعور بالإجهاد.

على الصعيد النفسي أظهرت الدراسات أن تناول القهوة بانتظام قد يساهم في تحسين الصحة النفسية. يحفز الكافيين إنتاج ناقلات عصبية مثل الدوبامين والسيروتونين المرتبطة بالشعور بالسعادة وتحسين المزاج. وتشير بعض الأبحاث إلى أن مستهلكي القهوة المنتظمين أقل عرضة بنسبة تصل إلى 30% للمعاناة من أعراض الاكتئاب مما يجعلها في نظر البعض مشروبا مضادا للأحزان.

ومن أبرز الفوائد الصحية طويلة الأمد حماية الدماغ من الأمراض التنكسية. كشفت الأبحاث أن استهلاك القهوة قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وباركنسون حيث يلعب الكافيين دورا في حماية الخلايا العصبية من التلف وتقوية الروابط بينها. وأظهرت دراسة أن تناول 3 إلى 4 أكواب يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بالزهايمر.

وتعد حبوب البن مصدرا غنيا جدا بمضادات الأكسدة التي تلعب دورا حيويا في محاربة الجذور الحرة المسببة لتلف الخلايا وتقليل الالتهابات في الجسم. هذه المركبات تساهم في الوقاية من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسرطان وفي بعض الثقافات الغذائية تشكل القهوة المصدر الأساسي لمضادات الأكسدة متفوقة حتى على الفواكه والخضراوات.

كما تقدم القهوة دعما كبيرا لصحة الكبد هذا العضو الحيوي المسؤول عن مئات الوظائف الجسدية. تشير الدراسات الطبية إلى أن شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد الخطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد بنسبة قد تصل إلى 80% لدى الأشخاص الذين يتناولون ما بين 3 إلى 4 أكواب يوميا.

فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية أثبتت الدراسات الحديثة أن الاستهلاك المعتدل للقهوة بمعدل كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. يرجع الفضل في ذلك إلى مضادات الأكسدة والكافيين اللذين يعملان على تحسين وظائف الأوعية الدموية وتخفيف الالتهابات.

وللقهوة أيضا دور وقائي ملحوظ ضد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكثر الأمراض انتشارا. فقد وجدت الأبحاث أن الاستهلاك المنتظم للقهوة يقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسب تتراوح بين 25 و30% ويعود ذلك لقدرتها على تحسين حساسية الجسم للأنسولين والمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم.

على مستوى الجهاز الهضمي تعمل القهوة كمحفز طبيعي لعملية الهضم وتساعد على حركة الأمعاء مما يقي من الإمساك. إلى جانب ذلك تساهم في تعزيز معدل الأيض أو ما يعرف بحرق السعرات الحرارية مما يجعلها مشروبا مفضلا لدى الأشخاص الذين يهدفون إلى إنقاص وزنهم.

نتيجة لكل هذه الفوائد مجتمعة ربطت دراسات واسعة النطاق بين شرب القهوة بانتظام وزيادة متوسط العمر. لوحظ أن معدلات الوفاة المبكرة الناتجة عن أمراض شائعة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان تنخفض لدى عشاق القهوة ويعتقد أن السبب هو تأثيرها الشامل في تقليل الالتهابات وتعزيز الصحة العامة.

رغم كل هذه الفوائد يبقى الاعتدال هو القاعدة الأساسية. يحذر الأطباء من أن الإفراط في تناول القهوة قد يؤدي إلى أعراض جانبية غير مرغوب فيها تشمل الأرق والقلق وزيادة سرعة ضربات القلب ومشاكل في المعدة لذا فإن الكمية الموصى بها تتراوح عموما بين كوبين وأربعة أكواب يوميا مع مراعاة الحالة الصحية لكل شخص.