
يمثل تغيير لون الشعر أحد أبرز الأساليب التي تتبعها النساء للتجديد وإضفاء لمسة خاصة على مظهرهن تعبر عن شخصيتهن وتزيد من ثقتهن بأنفسهن. وعلى الرغم من الجمال واللمعان الذي يمنحه الشعر المصبوغ إلا أن هذه العملية الكيميائية قد تترك آثاراً سلبية إذا لم يتم التعامل معها بعناية فائقة قبل وبعد تطبيق اللون.
يشدد خبراء التجميل على أن تجربة صبغ الشعر يمكن أن تكون ممتعة ونتائجها رائعة لكنها تتطلب استعداداً مسبقاً وروتيناً لاحقاً للحفاظ على حيوية الشعر ولونه. فالعناية بالشعر لا تقتصر فقط على يوم الصبغة بل هي عملية مستمرة تبدأ قبل اتخاذ القرار وتستمر طوال فترة وجود اللون على الشعر.
تبدأ رحلة تغيير لون الشعر بالخطوة الأهم وهي اختيار الدرجة المناسبة التي تتناغم مع لون البشرة والعينين وتتوافق مع نمط الحياة. فالألوان الفاتحة والجريئة قد تتطلب صيانة دورية ومجهوداً أكبر للحفاظ على رونقها بعكس الألوان الداكنة التي تدوم مدة أطول. ومن الحكمة استشارة متخصص في ألوان الشعر للمساعدة في اتخاذ القرار الأمثل الذي يبرز جمالك.
قبل الشروع في الصبغ من الضروري جداً التأكد من عدم وجود حساسية تجاه مكونات الصبغة. يتم ذلك عبر إجراء اختبار بسيط بوضع كمية صغيرة من المنتج خلف الأذن أو على الذراع والانتظار لمدة يومين لمراقبة أي رد فعل تحسسي مثل الاحمرار أو التهيج. هذه الخطوة الوقائية تحمي من مشكلات جلدية قد تكون خطيرة.
لضمان الحصول على لون متجانس ومظهر صحي ينصح بقص الأطراف التالفة والمتقصفة قبل موعد الصبغة. الشعر الصحي يمتص اللون بشكل أفضل ويظهر بشكل أكثر حيوية كما أن التخلص من الأطراف المجهدة يمنع ظهور الشعر بمظهر باهت وغير متساوٍ بعد التلوين.
يعد ترطيب الشعر بعمق قبل أسبوع من الصبغ خطوة أساسية لتحضيره للعملية الكيميائية. استخدام أقنعة الترطيب والزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند أو الأرغان يغذي الشعر ويجعله أقل عرضة للتلف. لكن يجب تجنب وضع أي زيوت أو كريمات في يوم الصبغة نفسه لأنها قد تشكل حاجزاً يمنع اللون من الثبات بشكل جيد.
من الأخطاء الشائعة غسل الشعر مباشرة قبل عملية التلوين. والصحيح هو غسله قبل يوم أو يومين من الموعد للسماح للزيوت الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس بتكوين طبقة حماية طبيعية تقلل من تأثير المواد الكيميائية على الجلد وتمنع تهيجه.
يجب أيضاً منح الشعر فترة راحة من أدوات التصفيف الحرارية كالمكواة ومجفف الشعر قبل أيام من الصبغ. الحرارة المرتفعة تضعف بنية الشعرة وتزيد من مساميتها مما يجعلها أكثر هشاشة وأكثر عرضة للضرر أثناء تفاعلها مع مكونات الصبغة.
بمجرد الانتهاء من عملية الصبغ تبدأ مرحلة جديدة من العناية المكثفة. ينصح الخبراء بالانتظار لمدة 48 إلى 72 ساعة قبل غسل الشعر للمرة الأولى. هذه الفترة الزمنية ضرورية للسماح لجزيئات اللون بالاستقرار داخل خصلات الشعر وإغلاق الطبقة الخارجية للشعرة مما يضمن ثبات اللون لفترة أطول.
يجب استبدال الشامبو العادي بآخر مخصص للشعر المصبوغ ويفضل أن يكون خالياً من مركبات الكبريتات التي تعمل على تجريد الشعر من لونه ورطوبته بسرعة. هذه المنتجات مصممة لتكون لطيفة وتحافظ على إشراقة اللون وحيويته.
الترطيب يصبح ضرورة ملحة بعد الصبغة لأن الشعر يكون أكثر ميلاً للجفاف. الاستخدام المنتظم للبلسم وأقنعة الترطيب العميقة مرة أسبوعياً يساعد على استعادة نعومة الشعر ومرونته. كما أن استخدام السيروم أو الزيوت الخفيفة على الأطراف يحميها من التقصف.
يجب الحد قدر الإمكان من استخدام الحرارة على الشعر المصبوغ. وإذا كان لا بد من استخدامها فمن الضروري تطبيق واقٍ من الحرارة لتقليل الضرر. فالحرارة لا تسبب الجفاف والتلف فحسب بل تسرع أيضاً من عملية بهتان اللون.
التعرض المباشر لأشعة الشمس والسباحة في مياه المسابح الغنية بالكلور هما من ألد أعداء الشعر المصبوغ. لذا ينصح بارتداء قبعة عند الخروج في الشمس واستخدام منتجات تحتوي على فلاتر حماية من الأشعة فوق البنفسجية بالإضافة إلى حماية الشعر بقبعة السباحة بعد تبليله ووضع طبقة من البلسم عليه قبل نزول المسبح.
إن صحة الشعر تنبع من الداخل أيضاً. لذا فإن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات والفيتامينات مثل فيتامين E وفيتامينات B الموجودة في البيض والأسماك والمكسرات يعزز قوة الشعر من الجذور ويساعده على تحمل آثار الصبغة والنمو بشكل صحي.
أخيراً للحفاظ على مظهر الشعر حيوياً ومنعشاً من المهم الالتزام بقص الأطراف بانتظام كل 6 إلى 8 أسابيع للتخلص من أي تقصف قد يظهر بعد الصبغة. كما يمكن اللجوء لجلسات علاجية مغذية في الصالون مثل جلسات البروتين الترميمية لإعادة الحيوية واللمعان للشعر المجهد.