حمية البحر المتوسط كنز غذائي يحمي طفلك من مخاطر الحساسية المزعجة

حمية البحر المتوسط كنز غذائي يحمي طفلك من مخاطر الحساسية المزعجة
حمية البحر المتوسط كنز غذائي يحمي طفلك من مخاطر الحساسية المزعجة

في ظل القلق العالمي المتزايد من انتشار حساسية الطعام بين الأطفال والتي أصبحت تمثل تحديا صحيا بارزا في العقود الأخيرة خصوصا في المجتمعات الغربية كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة محتملة بين النظام الغذائي الذي تتبعه الأمهات خلال الحمل والرضاعة وبين وقاية أطفالهن من هذه المشكلة الصحية التي تصل معدلاتها إلى عشرة بالمئة من أطفال تلك الدول.

أجري البحث في اليونان وشمل ست مناطق مختلفة بينها العاصمة أثينا وجزيرة كريت حيث قام الباحثون بمتابعة دقيقة لنحو 430 أما تم تقسيمهن إلى مجموعتين الأولى ضمت أمهات لأطفال يعانون بالفعل من حساسية الطعام والثانية لأمهات أطفالهن أصحاء.

وركز فريق البحث الذي نشرت نتائجه في مجلة علمية متخصصة على جمع بيانات شاملة حول أنماط حياة الأمهات المشاركات وتاريخ الحساسية في عائلاتهن وعاداتهن الغذائية بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل استخدام المضادات الحيوية أو التدخين أثناء فترة الحمل.

وكان المحور الأساسي للدراسة هو تقييم مدى التزام الأمهات بحمية البحر الأبيض المتوسط الشهيرة بمكوناتها الصحية من الفواكه والخضروات الطازجة وزيت الزيتون والبقوليات والحبوب الكاملة.

وقد أظهرت النتائج أن الأمهات الأكثر التزاما بالنمط الغذائي المتوسطي خلال فترتي الحمل والرضاعة كن أقل عرضة لإنجاب أطفال مصابين بحساسية الطعام. ولوحظ هذا التأثير الإيجابي بشكل خاص عند زيادة استهلاكهن للفواكه والخضروات ومنتجات الألبان كاملة الدسم.

وعلى النقيض من ذلك توصلت الدراسة إلى نتيجة غير متوقعة حيث ارتبط الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء والدواجن والأسماك بزيادة طفيفة في احتمالات الإصابة بالحساسية لدى الأطفال.

وأثارت هذه النقطة تساؤلات لدى الباحثين خاصة أن دراسات سابقة كانت قد أشارت إلى دور وقائي محتمل للأسماك. ورجح القائمون على الدراسة أن هذه المفارقة قد تعود إلى عوامل بيئية مثل تلوث بعض أنواع الأسماك بمواد قد تحفز ردود الفعل التحسسية.

وشدد الخبراء على أن النظام الغذائي المتوسطي بفضل توازنه وغناه بالعناصر الغذائية المفيدة يظل خيارا صحيا وآمنا للأمهات. ورغم أن النتائج لا تثبت علاقة سببية مباشرة إلا أنها تفتح آفاقا جديدة للنظر في تغذية الأم كعامل حاسم في حماية الأطفال من أمراض الحساسية.

واعترف الباحثون بوجود بعض المحددات في دراستهم منها الاعتماد على ذاكرة الأمهات لاسترجاع تفاصيل نظامهن الغذائي وهو ما قد لا يكون دقيقا بالكامل فضلا عن عدم التكافؤ في أعداد المشاركات بين مجموعة الأطفال المصابين بالحساسية ومجموعة الأصحاء.