التهاب الحلق عند الأطفال: دليلك الكامل للأسباب والأعراض ومتى يصبح الأمر خطيراً

التهاب الحلق عند الأطفال: دليلك الكامل للأسباب والأعراض ومتى يصبح الأمر خطيراً
التهاب الحلق عند الأطفال: دليلك الكامل للأسباب والأعراض ومتى يصبح الأمر خطيراً

يشكل التهاب الحلق أحد أكثر المشكلات الصحية إزعاجا وانتشارا بين الأطفال خاصة مع تقلبات الطقس وهو ما يجعله سببا رئيسيا لزيارات عيادات طب الأطفال ويستلزم من الأهل معرفة دقيقة بأسبابه وأعراضه لتجنب أي مضاعفات محتملة قد تنجم عن إهمال علاجه أو التعامل معه بشكل غير سليم.

تتعدد العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل بالتهاب الحلق وتختلف حدتها بناء على المسبب الرئيسي للمرض ومن أبرز هذه الأعراض الشعور بألم وحرقة في منطقة الحلق يزداد سوءا عند محاولة البلع وقد يلاحظ الأهل احمرارا في الحلق أو تورما في اللوزتين مع احتمالية ظهور بقع بيضاء أو صديد عليهما خصوصا في حالات العدوى البكتيرية كما يعد ارتفاع درجة الحرارة مؤشرا شائعا قد يتجاوز 39 درجة مئوية في حالة الالتهاب العقدي ويصاحب ذلك عادة تضخم في الغدد اللمفاوية الموجودة بالرقبة وفقدان للشهية مع بحة في الصوت أو صداع عام.

ويوضح الدكتور أيمن عوض أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة أن الأسباب تتنوع بشكل كبير حيث تأتي العدوى الفيروسية في مقدمة المسببات وتشمل فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد وتصاحبها أعراض أخرى كسيلان الأنف والسعال والعطس أما العدوى البكتيرية وأشهرها بكتيريا المجموعة العقدية فتسبب ألما حادا وحرارة مرتفعة وهناك أسباب أخرى غير معدية مثل التحسس من الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات الذي يسبب تهيجا وسعالا مستمرا وكذلك استنشاق الهواء الجاف أو التعرض لدخان السجائر والروائح النفاذة.

ولا تقتصر الأسباب على العوامل الخارجية فقط فقد يعاني بعض الأطفال من ارتجاع أحماض المعدة التي تصل إلى الحلق مسببة التهابه كما أن الإجهاد الصوتي الناتج عن الصراخ أو الحديث بصوت عال لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تهيج الحلق والتهابه.

وينبه الأطباء إلى أن إهمال علاج التهاب الحلق لدى الأطفال قد يفتح الباب أمام مضاعفات خطيرة فمن الممكن أن تنتشر العدوى البكتيرية إلى مناطق أخرى مثل الأذن والجيوب الأنفية مسببة التهابات جديدة وتعتبر الحمى الروماتيزمية من أخطر المضاعفات النادرة التي قد تنجم عن إهمال علاج الالتهاب العقدي وتؤثر سلبا على القلب والمفاصل كما يمكن أن يتكون خراج مؤلم خلف اللوزة يعيق عملية التنفس والبلع أو يحدث التهاب حاد في الكلى نتيجة العدوى.

وتتضمن طرق العلاج والوقاية مجموعة من التدابير الهامة التي تبدأ من المنزل حيث ينصح بتقديم السوائل الدافئة للطفل مثل الشوربة والينسون وتشجيعه على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة حلقه واستخدام أجهزة ترطيب الهواء في غرفته وتناول وجبات خفيفة سهلة البلع كالزبادي والبطاطس المهروسة مع ضرورة حصوله على قسط وافر من الراحة ويمكن إعطاء مسكنات للألم والحرارة بعد استشارة الطبيب.

في الحالات التي يكون فيها السبب عدوى بكتيرية يصف الطبيب مضادا حيويا يجب الالتزام بجرعاته كاملة حتى بعد تحسن الأعراض لضمان القضاء التام على البكتيريا أما إذا كان السبب تحسسيا فقد تكون الأدوية المضادة للحساسية هي الحل الأنسب وتأتي الوقاية في مقدمة سبل حماية الأطفال وتشمل تعليم الطفل غسل اليدين بانتظام وإبعاده عن الأشخاص المصابين بالعدوى والحفاظ على تهوية جيدة في المنزل وتقوية مناعته عبر نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات.