نوم الرضّع العميق.. العلم يكشف السر الذي حير الأمهات لسنوات طويلة

نوم الرضّع العميق.. العلم يكشف السر الذي حير الأمهات لسنوات طويلة
نوم الرضّع العميق.. العلم يكشف السر الذي حير الأمهات لسنوات طويلة

يشكل نوم الأطفال الرضع هاجسا كبيرا وموضوعا للقلق المتواصل لدى الكثير من الآباء والأمهات الجدد حيث تكثر الأسئلة المتبادلة بينهم حول ما إذا كان أطفالهم ينامون طوال الليل وما هي طبيعة روتين نومهم وفي هذا السياق تسعى عالمة النفس التنموي ماري هيلين بينستري من جامعة ماكغيل إلى تخفيف حدة هذا الضغط النفسي الذي يشعر به الآباء.

أظهرت دراسة أجرتها بينستري شملت أربعة وأربعين طفلا أن ثلاثة منهم فقط تمكنوا من النوم لمدة ست ساعات متواصلة كل ليلة خلال فترة المتابعة التي استمرت ثلاثة عشر يوما وهذا يكشف أن معظم الأطفال يظهرون أنماط نوم شديدة التقطع وغير منتظمة مما يدحض الفكرة الشائعة بأن الطفل النائم الجيد هو الذي ينام طوال الليل دون استيقاظ.

وتشير أبحاث حديثة أجرتها بينستري إلى أنه لا يوجد نمط نوم مثالي يمكن تطبيقه على جميع الأطفال فقد توصلت مراجعة علمية لاثنتين وعشرين دراسة بحثت في العلاقة بين روتين نوم الرضع والتطور المعرفي أو الحركي إلى عدم وجود نتائج حاسمة تدعم وجود نمط واحد أفضل من غيره فاحتياجات النوم وعاداته تختلف بشكل كبير من طفل لآخر بل وتتغير لنفس الطفل من يوم لآخر.

يعد النوم عنصرا حيويا للصحة العقلية والجسدية وقد أثبتت الدراسات دوره المحوري في دعم نمو الأطفال وتحديدا في مجالات حيوية مثل تقوية الذاكرة وتعلم اللغة فعلى سبيل المثال لوحظ أن الأطفال الذين يحصلون على قيلولة لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة بعد تعلم معلومة جديدة يتذكرون تلك المعلومة بصورة أفضل في اليوم التالي مقارنة بالأطفال الذين لم يناموا.

بدلا من التركيز على استمرارية النوم ليلا ينصح الخبراء بمراقبة إجمالي عدد ساعات نوم الطفل خلال دورة كاملة مدتها أربع وعشرون ساعة وتوصي المؤسسة الوطنية للنوم بأن تتراوح مدة نوم الطفل بين اثنتي عشرة ساعة وخمس عشرة ساعة يوميا ومع ذلك يعتبر النوم لمدة تتراوح بين عشر ساعات وثماني عشرة ساعة أمرا طبيعيا أيضا.

يجب على الآباء استشارة طبيب الأطفال في حال كانت ساعات نوم الطفل خارج هذا النطاق بشكل منتظم أو إذا كان الطفل يصدر صوتا مرتفعا كالشخير أثناء نومه أو يبدو عليه النعاس الشديد خلال فترات الاستيقاظ في النهار ويساعد إنشاء روتين نوم هادئ ومنتظم على تحسين جودة النوم تماما كما هو الحال مع البالغين.

تؤكد بينستري على أهمية تجنب الآباء مقارنة نوم أطفالهم بنوم أطفال آخرين أو الشعور بالضغط النفسي لتحقيق معايير غير واقعية فالتفاوت في أنماط النوم هو أمر طبيعي جدا ولا توجد قاعدة واحدة ثابتة يمكن من خلالها تحديد من هو الطفل الذي ينام بشكل جيد.