أسعار الذهب تواصل التحليق عالميا ومحليا وعيار 21 يقترب من حاجز 5000 جنيه
شهدت أسواق الذهب المحلية موجة صعود قوية دفعت سعر جرام عيار 21 الأكثر انتشارا في مصر إلى أعلى مستوياته منذ شهر أبريل الماضي مقتربا من تحقيق رقم قياسي جديد عند خمسة آلاف جنيه. وتأتي هذه القفزة التاريخية انعكاسا مباشرا للارتفاعات القياسية التي سجلتها أسعار المعدن الأصفر في البورصات العالمية.
وعلى الصعيد المحلي أوضحت شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات أن سعر جرام الذهب من عيار 21 واصل مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي حيث افتتح تعاملات اليوم الثلاثاء عند مستوى 4960 جنيها قبل أن يرتفع إلى 4965 جنيها. وكان الجرام قد أنهى تداولات أمس مرتفعا بنحو 45 جنيها مغلقا عند 4945 جنيها مقارنة بسعر الافتتاح الذي بلغ 4900 جنيه. وأضافت الشعبة أن تجاوز سعر الذهب المحلي لحاجز 4900 جنيه أعطاه قوة دفع إضافية مكنته من تخطي مستهدف 4950 جنيها والتوجه نحو مستوى 5000 جنيه للجرام.
عالميا نجح سعر أوقية الذهب في تسجيل مستوى تاريخي غير مسبوق للمرة الأولى عند 3700 دولار مدفوعا بتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأسبوع الجاري. وصرح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب أن المعدن النفيس تمكن من تحقيق مكاسب تتجاوز 40 بالمئة منذ بداية العام وهو ما انعكس بوضوح على السوق المصرية التي تأثرت بشدة بهذه الموجة الصاعدة.
وأوضح واصف أن تراجع الدولار الأمريكي لعب دورا محوريا في دعم هذا الصعود القياسي لأسعار الذهب حيث سجلت العملة الخضراء أدنى مستوياتها خلال شهرين متتاليين. وتعمل العلاقة العكسية بين الدولار والذهب على تعزيز قيمة المعدن الأصفر خاصة مع ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة لأن بيئة الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.
ولفت رئيس الشعبة إلى أن الارتفاع الكبير في سعر الذهب لم ينتظر صدور القرار الرسمي من البنك الفيدرالي بل جاء مدعوما بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب رئيس الفيدرالي جيروم باول عبر منصات التواصل الاجتماعي بإجراء خفض أكبر لأسعار الفائدة.
وتشير التوقعات شبه المؤكدة حاليا إلى أن البنك الفيدرالي سيتجه لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بينما تظل احتمالات خفضها بواقع 50 نقطة أساس ضعيفة لكن ضغوط ترامب قد تدفع نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرا.
وأكد واصف أن المستثمرين يوجهون أنظارهم حاليا نحو التصريحات التي سيدلي بها جيروم باول عقب اجتماع البنك بالإضافة إلى خريطة توقعات الفيدرالي لمسار الفائدة ومعدلات النمو والتضخم والبطالة. ففي حال أظهر البنك مرونة واستعدادا لمزيد من الخفض خلال العام الحالي والعام المقبل فإن الذهب مرشح لمواصلة الصعود وتحقيق مستويات تاريخية جديدة. أما إذا كانت لهجة باول متحفظة فقد يدخل المعدن الأصفر في موجة تصحيح طبيعية بعد الارتفاعات الأخيرة.
واستشهد رئيس شعبة الذهب ببيانات مجلس الذهب العالمي التي أظهرت ارتفاعا في صافي التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الثالث على التوالي حيث سجلت 14.9 طن خلال الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر وهو ما يعد أعلى مستوى لها منذ منتصف شهر أبريل الماضي.
