أصبحت المشروبات الخضراء ظاهرة صحية بارزة خلال السنوات الأخيرة حيث ترمز إلى النقاء والطاقة المتجددة ولا يقتصر تميزها على لونها الجذاب بل يمتد إلى قيمتها الغذائية العالية ومحتواها الغني بمضادات الأكسدة والعناصر الطبيعية التي تدعم توازن الجسم وتعزز المناعة العامة.
أوضحت أخصائية التغذية العلاجية مروة كمال أن هناك باقة من المشروبات الخضراء التي تمثل كنوزا غذائية حقيقية لما تملكه من خصائص فريدة فإلى جانب منحها الجسم مضادات أكسدة قوية هي تدعم وظائف الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ والكبد وتقوي الجهاز المناعي فضلا عن مساهمتها في برامج إنقاص الوزن والعناية بالجمال وترى أن دمج هذه المشروبات في النظام اليومي يعد استثمارا ذكيا في صحة الإنسان ونشاطه ومن أهم هذه المشروبات العصير الأخضر والماتشا والقهوة الخضراء والشاي الأخضر.
يعد العصير الأخضر أحد أشهر المشروبات الصحية حاليا خاصة بين المهتمين باللياقة البدنية وهو يجمع مكونات طبيعية متنوعة كالسبانخ والكرفس والخيار والتفاح الأخضر والليمون ويتميز بكونه مصدرا غنيا بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين A وC وK إضافة إلى البوتاسيوم والحديد وهي عناصر ضرورية لتقوية العظام والمناعة ودعم صحة الجلد والشعر كما يعتبر العصير الأخضر وسيلة فعالة لتنقية الجسم من السموم إذ تعمل الخضروات الورقية على تحفيز الكبد وتسهيل عملية التخلص من الفضلات مما يمنح شعورا بالخفة والنشاط ويساهم محتواه من الألياف في تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء وعلى الصعيد الجمالي ينعكس استهلاكه إيجابا على نضارة البشرة بفضل مضادات الأكسدة التي تحارب علامات الشيخوخة وتساعد على إنتاج الكولاجين.
أما الماتشا فهو مسحوق ناعم من الشاي الأخضر الياباني يُزرع في ظروف خاصة ويتم استهلاك أوراقه كاملة مما يجعله أكثر تركيزا بالعناصر الغذائية مقارنة بالشاي الأخضر التقليدي ويشتهر الماتشا بقدرته على تعزيز مستويات الطاقة والتركيز بفضل مزيج فريد من الكافيين والثيانين الذي يمنح دفعة طاقة مستدامة دون التوتر المصاحب للقهوة وهو غني بشكل استثنائي بمضادات الأكسدة خاصة مادة EGCG التي تكافح الجذور الحرة وتحد من الالتهابات وتقي من الأمراض المزمنة كما يساعد شرب الماتشا بانتظام على تحفيز حرق الدهون وزيادة معدل الأيض مما يجعله داعما طبيعيا لفقدان الوزن ويسهم أيضا في تعزيز صحة الكبد وتقليل إنزيماته الضارة ودعم صحة الدماغ وتحسين الذاكرة والمزاج.
تأتي القهوة الخضراء من حبوب البن الخام التي لم تخضع لعملية التحميص وهذا يجعلها تحتفظ بنسبة عالية من حمض الكلوروجينيك وهو مضاد أكسدة قوي يُفقد معظمه بالحرارة وتكمن شهرتها الأساسية في دورها المساعد على إنقاص الوزن حيث يعمل حمض الكلوروجينيك على تقليل امتصاص الكربوهيدرات وتحفيز حرق الدهون المخزنة كما تساهم القهوة الخضراء في تنظيم ضغط الدم المرتفع بفضل خصائصها الموسعة للأوعية الدموية وهي تعمل على تحفيز معدل الأيض مما يعزز استهلاك الجسم للطاقة حتى في أوقات الراحة وتدعم صحة الكبد عبر تقليل تراكم الدهون عليه والمساعدة في التخلص من السموم وقد يساهم استهلاكها في الوقاية من أمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني.
يُعتبر الشاي الأخضر من أقدم المشروبات الخضراء وأكثرها انتشارا حول العالم خاصة في الثقافتين الصينية واليابانية حيث استُخدم لقرون في الطب الشعبي وهو غني بمضادات الأكسدة المعروفة باسم الكاتيكينات التي تحمي خلايا الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة وأظهرت الدراسات دوره الفعال في تعزيز صحة القلب عبر خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع النافع مما يقلل خطر تصلب الشرايين ويعتبر الشاي الأخضر محفزا طبيعيا لحرق الدهون إذ يتفاعل الكافيين مع مضادات الأكسدة لزيادة معدل التمثيل الغذائي كما يلعب دورا هاما في دعم صحة الدماغ فمادة الثيانين الموجودة فيه تساعد على تحسين التركيز والهدوء الذهني وفيما يخص الجلد يساهم شربه بانتظام في مقاومة علامات التقدم في السن وحماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
