
أكدت استشارية الصحة النفسية والإرشاد الأسري الدكتورة شيماء طلخان أن التأثير الحقيقي في تكوين شخصية الطفل ونفسيته لا ينبع من حدث فردي أو موقف عابر بل يتأسس على النمط السائد والمتكرر في البيئة المنزلية مشيرة إلى أن البصمة النفسية الراسخة في وجدان الأبناء هي نتاج مباشر لتكرار أسلوب معين سواء كان إيجابيا أو سلبيا.
وشددت طلخان خلال حديثها في برنامج البيت الذي تقدمه الإعلامية مروة شتلة على قناة الناس على أن السلوكيات السلبية المستمرة مثل التقليل من شأن الطفل أو مقارنته بالآخرين باستمرار أو توجيه الإهانات المتكررة هي التي تترك أثرا عميقا ومدمرا في تكوينه النفسي وأضافت أن هذه الأنماط المحبطة هي ما يترسخ في ذاكرة الطفل ويصبح جزءا لا يتجزأ من نظرته لنفسه وللعالم من حوله وليس مجرد موقف غضب واحد.
وفي المقابل فإن المنزل الذي يسوده نمط دائم من التشجيع والدعم والحوار المفتوح يبني شخصية قوية وإيجابية لدى الطفل وأشارت إلى أنه حتى لو حدث موقف انفعالي نادر أو تفوه أحد الوالدين بكلمة غير لائقة في لحظة عصبية فإن هذا الحدث لا يترك بصمة سلبية دائمة لأن السياق العام للتربية يظل داعما ومحفزا وهو ما يتذكره الطفل في النهاية.
ودعت الأهل إلى إدراك أن عملية التربية لا يمكن اختزالها في رد فعل آني أو تصرف واحد بل هي عبارة عن مجموعة متكاملة من الأنماط اليومية المتراكمة ونبهت إلى أن التركيز يجب أن ينصب على تأسيس بيئة منزلية محفزة وداعمة بشكل مستمر لأن ما يتكرر يوميا هو ما يترسخ في النهاية وهو الذي سيحمله الطفل معه كجزء من شخصيته طوال حياته.