تعرض نجم كرة القدم إمام عاشور لوعكة صحية مفاجئة عقب مشاركته في إحدى المباريات الأخيرة مما استدعى إخضاعه لفحوصات طبية دقيقة. وتشير التشخيصات الأولية إلى معاناته من التهاب فيروسي بالمعدة وهو ما يفسر الأعراض التي ظهرت عليه وسيبقى اللاعب تحت الملاحظة الطبية المكثفة لثلاثة أيام قادمة لاستكمال الفحوصات والاطمئنان على استقرار حالته الصحية.
وتكمن خطورة هذا النوع من الالتهابات في سهولة انتشاره حيث تتواجد الفيروسات المسببة له في إفرازات الشخص المصاب مثل القيء والإسهال. يمكن لهذه الفيروسات البقاء حية على الأسطح لفترات طويلة مما يسهل انتقالها عند ملامسة أشياء لوثها شخص مصاب لم يغسل يديه جيدا خاصة بعد استخدام المرحاض. كما يمكن أن ينتقل المرض عبر الطعام والشراب إذا قام بإعداده شخص حامل للفيروس أو عن طريق تلوث إمدادات المياه بمياه الصرف الصحي.
ويعتبر التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي حالة شائعة جدا تصيب الجهاز الهضمي وتؤدي إلى التهاب وتهيج في بطانته الداخلية التي تشمل المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة. ورغم شيوعه فإن المرض عادة ما يستمر لأيام قليلة ولا يستلزم علاجا متخصصا في معظم الحالات لكن الخطر الرئيسي الذي يمثله يكمن في احتمالية الإصابة بالجفاف الشديد نتيجة فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل.
ومن الضروري التمييز بين هذا المرض وإنفلونزا المعدة وهو مصطلح شائع لكنه غير دقيق علميا فالالتهاب الفيروسي المعوي لا ينجم عن فيروس الإنفلونزا الموسمية المعروف الذي يصيب الجهاز التنفسي. هناك عدة فيروسات مسؤولة عن هذه الحالة ولكن بعضها أكثر انتشارا من غيره.
وينقسم التهاب المعدة الفيروسي إلى أنواع متعددة تسببها فيروسات مختلفة أشهرها فيروس الروتا الذي يستهدف بشكل أساسي الرضع والأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وخمسة عشر شهرا. وتظهر أعراض الإصابة به لمدة تتراوح من ثلاثة إلى سبعة أيام ويزداد انتشاره خلال فصلي الخريف والشتاء.
وإلى جانب ذلك يبرز فيروس نوروفيروس كأحد الأسباب الرئيسية للعدوى بين البالغين وغالبا ما يكون المسؤول عن حالات التفشي الجماعي للمرض في الأماكن المزدحمة مثل السفن السياحية. تستمر أعراضه عادة من يوم إلى ثلاثة أيام ويمكن أن تحدث الإصابة به في أي وقت على مدار العام.
كما يعد الفيروس الغدي أحد المسببات الشائعة للمرض خصوصا لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين وتستمر أعراضه لفترة أطول نسبيا قد تصل من خمسة أيام إلى اثني عشر يوما وينتشر طوال السنة دون الارتباط بموسم معين. ويوجد العديد من الفيروسات الأخرى القادرة على إحداث نفس الحالة المرضية ولكن الأنواع المذكورة تبقى هي الأكثر شيوعا.
