صيام البشرة.. السر الجديد لاستعادة توازن بشرتك وإشراقها بشكل طبيعي

صيام البشرة.. السر الجديد لاستعادة توازن بشرتك وإشراقها بشكل طبيعي
صيام البشرة.. السر الجديد لاستعادة توازن بشرتك وإشراقها بشكل طبيعي

ظهر في عالم العناية بالبشرة اتجاه حديث أثار جدلا واسعا بين الخبراء والمختصين يعرف باسم صيام البشرة وهو مفهوم يعتمد على التوقف التام عن استخدام كافة منتجات العناية بالجلد لفترة زمنية محددة بهدف إتاحة الفرصة للبشرة كي تتنفس وتستعيد توازنها الطبيعي وقدرتها على الإصلاح الذاتي.

الفكرة الأساسية لهذا الاتجاه مستوحاة من فكرة الصيام الغذائي أو ما يعرف بالديتوكس حيث يهدف الامتناع عن بعض الأطعمة إلى إراحة الجهاز الهضمي وتطهيره وبالمثل فإن صيام البشرة يهدف إلى إراحة الجلد من العبء الذي قد تسببه المنتجات الخارجية فالإفراط في استخدام مستحضرات العناية قد يخل بالتوازن الطبيعي للبشرة ما يؤدي لظهور مشكلات مثل الجفاف أو تهيج الجلد أو زيادة إفراز الدهون.

يرى مؤيدو هذا الأسلوب أن البشرة تمتلك بطبيعتها القدرة على تنظيم وظائفها الحيوية مثل إفراز الزيوت الطبيعية وتجديد خلاياها والتخلص من الشوائب لكن الاستخدام المفرط للمنتجات قد يعطل هذه القدرات وعليه فإن التوقف المؤقت عن استخدامها يساعد البشرة على إعادة ضبط وظائفها واستعادة قوتها الطبيعية في الترطيب والحماية الذاتية.

رغم قلة الأبحاث العلمية المباشرة التي تدعم هذا المفهوم فإن خبراء الجلدية والتجميل يشيرون إلى عدة فوائد محتملة أهمها إراحة البشرة من التعرض المستمر للمواد الكيميائية الموجودة في العديد من المنتجات مثل المواد الحافظة والعطور والأحماض التي قد تسبب تهيجا للبعض مع الاستخدام المتكرر كما يساعد التوقف عن استخدام المنتجات على استعادة التوازن الطبيعي للزيوت فالغسولات القاسية قد تدفع البشرة لإفراز زيوت زائدة كآلية دفاعية وعند التوقف تعود الغدد الدهنية إلى عملها الطبيعي.

من بين الفوائد المحتملة أيضا تجديد الحاجز الجلدي وهو الطبقة الخارجية المسؤولة عن حماية البشرة من العوامل البيئية الضارة ومنع فقدان الرطوبة فالتقشير المفرط واستخدام منتجات قوية يضعف هذا الحاجز بينما يمنحه الصيام فرصة لإعادة بناء نفسه وتقوية دفاعاته الطبيعية وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يقلل صيام البشرة من الحساسية وردود الفعل التحسسية فبعض الأشخاص قد يعانون من تحسس تجاه مكون معين دون معرفة السبب ويساعدهم التوقف عن كل المنتجات ثم إعادة إدخالها تدريجيا في تحديد المنتج المسبب للمشكلة.

لكن على الجانب الآخر لا يخلو صيام البشرة من المخاطر والسلبيات المحتملة فهو ليس مناسبا لجميع أنواع البشرة فهناك تحذيرات جدية من تطبيقه فبالنسبة لأصحاب البشرة الجافة أو الحساسة قد يؤدي الامتناع عن المرطبات الخارجية إلى تفاقم الجفاف الشديد وتشقق الجلد وفي بعض الحالات قد يؤدي التوقف المفاجئ عن روتين العناية إلى نتائج عكسية مثل زيادة حب الشباب نتيجة تراكم الزيوت والشوائب في المسام.

أكبر المخاطر التي يحذر منها الأطباء تكمن في إهمال استخدام واقي الشمس فالتوقف عن تطبيقه أثناء فترة الصيام يعرض البشرة لأضرار بالغة بسبب الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب شيخوخة مبكرة وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد لذلك يؤكد معظم الخبراء أن واقي الشمس منتج أساسي لا يجب التخلي عنه تحت أي ظرف من الظروف كما أن بعض الأشخاص قد يلاحظون تدهورا في مظهر بشرتهم مثل زيادة البهتان وفقدان النضارة.

لتطبيق صيام البشرة بشكل آمن يقترح الخبراء اتباع نهج تدريجي بدلا من التوقف المفاجئ عن كل شيء يمكن البدء بما يسمى الصيام الجزئي وهو تقليل عدد المنتجات المستخدمة والاكتفاء بالأساسيات مثل منظف لطيف وواقي شمس فقط مع التوقف عن السيرومات والأقنعة والكريمات غير الضرورية وبعد ذلك يمكن تجربة التوقف الكلي لفترة قصيرة جدا تتراوح بين يوم واحد إلى ثلاثة أيام مع مراقبة رد فعل البشرة عن كثب.

بعد انتهاء فترة الصيام يجب إعادة إدخال المنتجات إلى الروتين بشكل تدريجي بحيث يتم إدخال منتج واحد كل بضعة أيام لمراقبة تأثيره على البشرة وتحديد ما إذا كان مفيدا أم ضارا وخلال هذه الفترة يُنصح بالتركيز على العادات الصحية الداعمة للبشرة من الداخل مثل شرب كميات كافية من الماء واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحصول على قسط وافر من النوم.

بناء على ذلك يُنصح بصيام البشرة للأشخاص الذين يشعرون أن بشرتهم أصبحت مرهقة وغير متجاوبة بسبب كثرة المنتجات أو أولئك الذين يعانون من تهيجات متكررة ويرغبون في تبسيط روتين العناية بهم واكتشاف احتياجات بشرتهم الحقيقية في المقابل لا يُنصح به إطلاقا لأصحاب البشرة الجافة جدا أو الذين يعانون من حالات جلدية مرضية مثل الأكزيما أو الصدفية لأن بشرتهم تحتاج إلى دعم خارجي مستمر.