
يعرف مسمار الكعب أو الشوكة العظمية بأنه نتوء عظمي يتكون أسفل عظم الكعب نتيجة ترسبات الكالسيوم التي تتجمع في تلك المنطقة. هذه الحالة غالباً ما ترتبط بالتهاب يصيب النسيج السميك الذي يربط الكعب بأصابع القدم وهو ما يعرف باللفافة الأخمصية مسبباً ألماً مزعجاً عند الحركة قد يصل إلى درجة إعاقة الأنشطة اليومية.
تتعدد العوامل التي تزيد من خطر تكون الشوكة العظمية حيث يلعب الإجهاد المتكرر للقدم دوراً أساسياً. ويساهم ارتداء الأحذية غير المريحة التي تفتقر للدعم الكافي لقوس القدم في تفاقم المشكلة وكذلك الوقوف أو المشي لساعات طويلة على الأسطح الصلبة. كما أن زيادة الوزن والسمنة تفرض ضغطاً إضافياً على الكعبين ومع التقدم في العمر تصبح الأنسجة أقل مرونة ما يزيد من احتمالية الإصابة إلى جانب وجود مشكلات أخرى مثل القدم المسطحة أو التقوس المفرط.
تظهر أعراض مسمار الكعب بشكل واضح ومؤلم حيث يعاني المريض من ألم حاد وشديد في الكعب خصوصاً عند اتخاذ الخطوات الأولى في الصباح أو بعد فترات الراحة الطويلة. قد يصاحب هذا الألم شعور بالوخز أو الحرقان أسفل القدم عند الضغط عليها ويجد الشخص صعوبة في الوقوف أو المشي لفترات طويلة وقد يلاحظ تورماً أو احمراراً طفيفاً في المنطقة المصابة.
إن إهمال علاج مسمار الكعب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تزيد من معاناة المريض حيث يصبح الألم أكثر شدة ومزمناً. قد يضطر الشخص إلى تغيير طريقة مشيه لتجنب الضغط على الكعب المصاب وهو ما قد يسبب آلاماً ثانوية في الركبة والظهر كما أن الالتهاب المزمن قد يتفاقم وتتشكل تكلسات أكبر حجماً تحتاج إلى تدخل طبي متخصص.
تتنوع طرق علاج الشوكة العظمية وتهدف بشكل أساسي إلى تخفيف الألم وتقليل الالتهاب. تبدأ الخيارات العلاجية بالراحة وتقليل الضغط على القدم واستخدام كمادات الثلج موضعياً لمدة تتراوح بين عشر وخمس عشرة دقيقة. وينصح الأطباء باستخدام فرشات السيليكون داخل الأحذية لدعم الكعب مع الالتزام بتمارين إطالة يومية لأوتار القدم. وفي الحالات المتقدمة يمكن اللجوء لمسكنات الألم والحقن الموضعية أو جلسات العلاج الطبيعي والموجات التصادمية بينما يظل الخيار الجراحي حلاً نادراً للحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
يمكن الوقاية من الإصابة بمسمار الكعب عبر اتباع مجموعة من الإرشادات الصحية البسيطة. يأتي على رأسها اختيار أحذية مريحة توفر دعماً جيداً لقوس القدم ووسادة للكعب مع ضرورة الحفاظ على وزن صحي لتخفيف العبء على القدمين. كما أن ممارسة تمارين الإطالة بانتظام لعضلات الساق والقدم وتجنب المشي بأقدام حافية على الأسطح الصلبة واستبدال الأحذية البالية بأخرى جديدة يساعد بشكل كبير في منع ظهور هذه المشكلة.