
يعد الزبادي أحد منتجات الألبان الأساسية التي تحظى بشعبية واسعة في مختلف أنحاء العالم ولا يقتصر استخدامه على كونه وجبة خفيفة بل يدخل في تحضير العديد من الأطباق والوصفات. ويوصي خبراء التغذية بدمجه في النظام الغذائي اليومي بانتظام نظرا لفوائده الصحية المتعددة وقيمته الغذائية المتكاملة التي تجعله غذاء مثاليا لجميع الفئات العمرية.
يعود جزء كبير من فوائد الزبادي الصحية إلى احتوائه على البروبيوتيك وهي بكتيريا نافعة تلعب دورا حيويا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي. تساهم هذه الكائنات الدقيقة في استعادة توازن البكتيريا في الأمعاء مما يساعد على تحسين عملية الهضم وتخفيف مشكلات شائعة مثل الانتفاخ والإمساك كما أشارت الدراسات إلى أن تناوله بانتظام قد يقلل من أعراض القولون العصبي. ولا يقتصر دور البروبيوتيك على الأمعاء فقط بل يمتد لدعم وتقوية جهاز المناعة ما يزيد من قدرة الجسم على مقاومة العدوى والالتهابات.
يمثل الزبادي مصدرا غنيا بالكالسيوم والفوسفور وهما عنصران ضروريان لبناء عظام وأسنان قوية والحفاظ على كثافتها وهذا يجعله مهما بشكل خاص للأطفال في مراحل النمو ولحماية كبار السن من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وبالإضافة إلى ذلك فإن محتواه العالي من البروتين يدعم نمو الكتلة العضلية ويساهم في عملية إصلاح الأنسجة التالفة في الجسم.
يساعد المحتوى المرتفع من البروتين في الزبادي على زيادة الشعور بالشبع والامتلاء لفترات طويلة وهو ما يجعله خيارا مثاليا للتحكم في الشهية وتقليل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم. لذلك غالبا ما يتم إدراجه في أنظمة إنقاص الوزن كبديل صحي للوجبات الخفيفة أو الحلويات. كما أنه يمنح الجسم دفعة من الطاقة بفضل مزيج الكربوهيدرات والبروتين مما يجعله وجبة مناسبة قبل أو بعد ممارسة التمارين الرياضية.
قد يساهم تناول الزبادي خاصة الأنواع قليلة أو منزوعة الدسم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق المساعدة في خفض مستويات الكوليسترول الضار. وعلى صعيد آخر تنعكس فوائده أيضا على صحة البشرة ونضارتها حيث يحتوي على عناصر مهمة مثل الزنك والفيتامينات التي تدعم تجديد الخلايا ويمكن استخدامه موضعيا كقناع طبيعي لترطيب الجلد وتهدئة الالتهابات البسيطة.
تأتي هذه الفوائد المتنوعة من التركيبة الغذائية الفريدة للزبادي فهو مصدر ممتاز للبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور. كما أنه يزود الجسم بفيتامينات أساسية مثل فيتامين ب 12 والريبوفلافين وغالبا ما يتم تدعيم بعض أنواعه بفيتامين د لزيادة قيمته الصحية.
للحصول على أقصى استفادة صحية يفضل الخبراء اختيار الزبادي الطبيعي الخالي من السكريات المضافة ويمكن تحليته بشكل طبيعي عبر إضافة الفواكه الطازجة أو قليل من العسل. ومن المهم أيضا حفظه في الثلاجة لضمان بقاء البكتيريا النافعة حية ونشطة. وتتوفر في الأسواق بدائل للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز مثل الزبادي النباتي أو الخالي من اللاكتوز.