مكملات البروتين الغذائية سلاح جديد ضد مضاعفات السرطان وتُسرع رحلة التعافي

مكملات البروتين الغذائية سلاح جديد ضد مضاعفات السرطان وتُسرع رحلة التعافي
مكملات البروتين الغذائية سلاح جديد ضد مضاعفات السرطان وتُسرع رحلة التعافي

كشفت دراسة تحليلية واسعة النطاق عن فوائد محتملة للمكملات الغذائية الفموية التي تحتوي على نسب عالية من البروتين في تحسين الحالة الصحية لمرضى السرطان حيث قد تساهم في تقليل المضاعفات السريرية وتقصير فترات الإقامة بالمستشفيات ورغم هذه النتائج الإيجابية فقد نوهت الدراسة بوجود تفاوت في قوة الأدلة المتاحة واختلاف في فئات المرضى التي شملتها الأبحاث.

يمثل سوء التغذية تحديا كبيرا يواجه المصابين بالسرطان خلال رحلة العلاج ويعد من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبا على استجابتهم للعلاجات المختلفة وتزيد من شدة المرض وتضعف النتائج السريرية بشكل عام ويعد مرض السرطان بحد ذاته سببا رئيسيا للوفاة على مستوى العالم مما يضع عبئا هائلا على أنظمة الرعاية الصحية وتشير بعض التقديرات إلى أن سوء التغذية قد يكون مسؤولا عن نحو عشرين بالمئة من وفيات مرضى السرطان مع تباين هذه النسبة بناء على نوع الورم ومرحلته.

أظهرت نتائج المراجعة المنهجية أن المكملات الغذائية الغنية بالبروتين يمكنها أن تقلل بشكل واضح من المضاعفات المعدية وغير المعدية على حد سواء إضافة إلى المضاعفات التي تلي العمليات الجراحية أو جلسات العلاج ولوحظ أن هذا التأثير الإيجابي في خفض المضاعفات كان متماثلا بين المكملات التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية وتلك التي لا تحتوي عليها ما يشير إلى أن البروتين هو العنصر الأساسي الفعال في هذا السياق.

أشار التحليل الإحصائي أيضا إلى أن تقديم هذه المكملات لاثني عشر مريضا بالسرطان من شأنه أن يمنع حدوث مضاعفات إضافية لدى مريض واحد مقارنة بالمرضى الذين يتلقون الرعاية التقليدية فقط دون دعم غذائي متخصص وينصح الأطباء عادة مرضى السرطان بتناول مكملات فموية متعددة العناصر الغذائية إلى جانب الحصول على استشارات تغذوية مخصصة لتحسين حالتهم الغذائية وتقليل خطر الإصابة بسوء التغذية وقد دعمت دراسات عديدة الفوائد السريرية لهذه التدخلات الغذائية لدى فئات مختلفة من مرضى الأورام.

كشف التحليل أيضا أن استهلاك المكملات الغذائية الفموية الغنية بالبروتين ارتبط بانخفاض ملموس في مدة الإقامة بالمستشفى وهو ما يرجح أنه نتيجة مباشرة لقلة المضاعفات التي تحدث حول فترة الجراحة وتسريع عملية التعافي وبشكل خاص لوحظ أن مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين تناولوا المكملات قبل الجراحة وبعدها قضوا وقتا أقل في المستشفى بغض النظر عن حالتهم الغذائية الأولية مع وجود دلائل تشير إلى أن هذا الإجراء قد يساهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية وإن لم يكن التقييم الاقتصادي هدفا رئيسيا لهذه المراجعة.

على الجانب الآخر لم يظهر التحليل أي تأثير يذكر لاستخدام المكملات على معدلات إعادة إدخال المرضى إلى المستشفى وقد يرجع ذلك إلى قصر فترة التدخل الغذائي لدى المرضى الذين يخضعون للجراحة كما توجد عوامل أخرى متعددة تؤثر على قرارات إعادة الإدخال للمستشفى مثل الحالات الصحية المصاحبة للمريض وجودة الرعاية التي يتلقاها بعد الخروج ومدى التزامه بالتوصيات الطبية والغذائية.

لم تجد الدراسة كذلك أي تأثير ملحوظ للمكملات الغذائية على معدلات الوفيات الإجمالية وأقر الباحثون بأن الأدلة المتعلقة بنتائج البقاء على قيد الحياة ما زالت محدودة حيث أشارت دراسة واحدة صغيرة فقط إلى وجود فائدة في زيادة معدل البقاء على قيد الحياة لمدة عام واحد لدى مرضى سرطان البنكرياس الذين يتلقون العلاج الكيميائي عند استخدام مكملات غنية بأحماض أوميغا 3.

نظرا للفوائد السريرية الواضحة التي أظهرتها المكملات البروتينية يؤكد الباحثون على ضرورة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث ذات التصاميم العلمية الدقيقة والخاضعة للرقابة الصارمة مع توحيد أكبر للمعايير المتعلقة بمجموعات المرضى المشاركين وبروتوكولات علاج السرطان وأنواع التدخلات الغذائية المستخدمة وذلك بهدف فهم هذه العلاقات بشكل حاسم وتطوير توصيات عملية دقيقة يمكن تطبيقها في الممارسة السريرية.