
أطلق خبراء الصحة تحذيرات بشأن المخاطر الكامنة وراء الاستهلاك المفرط للقرفة التي تعد من أشهر التوابل المستخدمة في المشروبات والأطعمة حول العالم مشيرين إلى أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى تداعيات صحية خطيرة تطال الكبد بشكل مباشر بسبب مركب الكومارين الموجود فيها.
تكمن الخطورة في أن تناول كميات كبيرة من القرفة الشائعة يمكن أن يتسبب في ارتفاع ملحوظ في إنزيمات الكبد مما قد يثير التهابا قد يتطور مع مرور الوقت إلى حالة تلف أو فشل كبدي لدى بعض الأفراد خصوصا أولئك الذين لديهم استعداد مسبق لمثل هذه المشكلات الصحية.
وشددت الدراسات على وجود فارق جوهري بين أنواع القرفة فبينما تحتوي القرفة التجارية المنتشرة على مستويات عالية من مركب الكومارين الضار فإن قرفة سيلان المعروفة أيضا بالقرفة الحقيقية تعد أكثر أمانا للاستهلاك المنتظم نظرا لاحتوائها على نسبة ضئيلة جدا من هذا المركب.
هناك فئات محددة تعتبر أكثر عرضة من غيرها لمخاطر القرفة حيث تشمل القائمة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض في الكبد وكبار السن والنساء الحوامل بالإضافة إلى الأفراد الذين يتناولون أدوية قد تؤثر على وظائف الكبد ما يستدعي حذرا مضاعفا من جانبهم.
ولا تقتصر الأضرار المحتملة للإفراط في تناول القرفة على الكبد فقط بل تمتد لتشمل مشكلات صحية أخرى منها التسبب في اضطرابات في عملية تخثر الدم وحدوث تهيج في الجلد وتجويف الفم إلى جانب احتمالية إثارة حساسية تنفسية واضطرابات في الجهاز الهضمي لدى البعض.
ولتجنب هذه المخاطر يقدم الأطباء نصائح عملية تتمثل في عدم تجاوز استهلاك ملعقة صغيرة واحدة من القرفة يوميا مع التوصية بالتحول إلى استخدام قرفة سيلان كبديل آمن كما يحذرون بشدة من مكملات القرفة الغذائية التي غالبا ما تحتوي على تركيزات عالية جدا من المكونات الفعالة.
ويؤكد الخبراء أن الالتزام بالاعتدال واختيار النوع الصحيح من القرفة هو السبيل الأمثل للاستفادة من فوائدها المعروفة مثل المساعدة على خفض مستويات السكر في الدم وإضفاء نكهة طبيعية مميزة على الطعام دون تعريض الصحة العامة لأي أخطار غير ضرورية.