البقوليات كنز صحي مذهل يحارب السرطان والسكري ويعزز قوة القلب

البقوليات كنز صحي مذهل يحارب السرطان والسكري ويعزز قوة القلب
البقوليات كنز صحي مذهل يحارب السرطان والسكري ويعزز قوة القلب

تشكل البقوليات حجر زاوية في الأمن الغذائي والتغذية السليمة لمختلف الشعوب حول العالم حيث كانت ولا تزال جزءا لا يتجزأ من الموائد اليومية. ولقب بروتين الفقراء الذي ارتبط بها تاريخيا لم يعد يعكس واقعها ككنز غذائي متكامل يقدم فوائد جمة لجميع الفئات بل أصبح تعبيرا عن قيمتها العالية وتكلفتها الاقتصادية المناسبة.

أكدت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية أن البقوليات هي بذور صالحة للأكل تأتي من نباتات الفصيلة البقولية. وتشمل هذه العائلة أصنافا متنوعة وشهيرة مثل الفول والعدس والحمص بالإضافة إلى أنواع الفاصوليا المختلفة كالبيضاء والحمراء والسوداء وكذلك البازلاء واللوبيا والترمس وتدخل هذه الحبوب في تحضير عدد لا يحصى من الأطباق الرئيسية والجانبية.

تتمتع البقوليات بقيمة غذائية استثنائية تجعلها بديلا مثاليا للبروتينات الحيوانية. فهي مصدر غني بالبروتين النباتي حيث يوفر كوب واحد مطبوخ من العدس أو الفاصوليا ما بين 15 إلى 18 جراما من البروتين. وإلى جانب البروتين تزخر البقوليات بالألياف الغذائية الضرورية لصحة الجهاز الهضمي كما تحتوي على مجموعة من فيتامينات ب الحيوية كالفولات والثيامين ومعادن أساسية مثل الحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك فضلا عن كونها منخفضة الدهون وخالية تماما من الكوليسترول.

تتعدد الفوائد الصحية التي يقدمها الاستهلاك المنتظم للبقوليات وعلى رأسها دعم صحة القلب. إذ أثبتت الدراسات أن الألياف القابلة للذوبان فيها تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول الجيد ما يقلل من مخاطر أمراض القلب والشرايين ويساعد على تنظيم ضغط الدم. كما أنها تعد خيارا غذائيا مثاليا لمرضى السكري بفضل مؤشرها الجلايسيمي المنخفض الذي يضمن هضما بطيئا ويمنع الارتفاعات الحادة في سكر الدم.

على صعيد آخر تلعب البقوليات دورا محوريا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي فالألياف التي تحتويها تحسن حركة الأمعاء وتقي من الإمساك وتدعم نمو البكتيريا النافعة في القولون. وتشير بعض الأبحاث إلى أن محتواها من مضادات الأكسدة والمركبات النباتية قد يساهم في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان خاصة سرطان القولون. وفيما يتعلق بالتحكم في الوزن فإن غناها بالبروتين والألياف يمنح شعورا بالشبع والامتلاء لفترات طويلة مما يساعد على كبح الشهية وإنقاص الوزن.

تعد البقوليات سلاحا فعالا في مواجهة سوء التغذية العالمي نظرا لقدرتها على توفير بروتين عالي الجودة بتكلفة منخفضة جدا مقارنة باللحوم. ولهذا السبب تعتمد عليها منظمات دولية معنية بالغذاء في برامجها الموجهة للمجتمعات النامية والفقيرة.

لا تقتصر أهمية البقوليات على الجانب الصحي والغذائي فقط بل تمتد لتشمل الاستدامة البيئية. فزراعتها تعد صديقة للبيئة لأنها تساهم في تثبيت النيتروجين في التربة مما يقلل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية كما أن إنتاجها يتطلب كميات مياه أقل بكثير من إنتاج البروتين الحيواني مما يجعلها خيارا مستداما في مواجهة التحديات المناخية.

رغم قيمتها الغذائية العالية وتوفرها يواجه استهلاك البقوليات تراجعا في بعض المجتمعات بسبب التوجه نحو الوجبات السريعة واللحوم المصنعة. ولهذا يشدد خبراء التغذية على ضرورة إعادة دمج هذه الأغذية القيمة في الأنظمة الغذائية اليومية لسد الفجوة بين الغذاء الصحي والقدرة الشرائية.

ولتحقيق أقصى استفادة منها ينصح بنقع البقوليات الجافة لعدة ساعات قبل طهيها لتسهيل عملية الهضم وتقليل الغازات. كما يفضل دمجها مع الحبوب الكاملة مثل الأرز أو القمح للحصول على بروتين متكامل يضم جميع الأحماض الأمينية الأساسية مع ضرورة طهيها جيدا لتجنب أي مركبات قد تعيق امتصاص المعادن.

وتتنوع طرق استخدام البقوليات في المطابخ حول العالم ففي المطبخ المصري يعتبر الفول المدمس طبقا أساسيا على مائدة الإفطار ويحضر حساء العدس كوجبة شتوية دافئة بينما يستخدم الحمص في صناعة الفلافل والحمص بالطحينة والفاصوليا البيضاء بالصلصة تعد وجبة رئيسية مشبعة. هذه الأطباق لم تعد مقتصرة على فئة معينة بل أصبحت جزءا من قوائم الطعام في المطاعم الراقية والأنظمة الغذائية الصحية العالمية.