الترطيب الداخلي والخارجي سر نضارة البشرة وشبابها الدائم الذي يكشفه الخبراء

الترطيب الداخلي والخارجي سر نضارة البشرة وشبابها الدائم الذي يكشفه الخبراء
الترطيب الداخلي والخارجي سر نضارة البشرة وشبابها الدائم الذي يكشفه الخبراء

يعكس مظهر البشرة الحالة الصحية العامة للجسم والعادات المتبعة يوميا ويعد الترطيب المستمر عاملا حاسما للحفاظ على نضارتها وحمايتها من التأثيرات البيئية المتزايدة مثل التلوث وتقلبات الطقس وأشعة الشمس الضارة. ويتجاوز مفهوم الترطيب مجرد استخدام المستحضرات الموضعية ليشمل نهجا متكاملا يعتني بالجلد من الداخل والخارج معا.

إن العناية بالبشرة لحمايتها من العوامل الخارجية الضارة تعد خطوة لا غنى عنها للحفاظ على رطوبتها. فطبقة الجلد السطحية تتعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس والرياح والغبار مما يسرع من فقدانها للماء ويجعلها تبدو باهتة وجافة. ويأتي هنا دور الترطيب الخارجي لتعويض هذا الفقدان وتوفير حاجز حماية فعال. تبدأ هذه العملية باختيار المرطب الملائم لطبيعة البشرة فالاحتياجات تختلف بشكل كبير فالبشرة الجافة تتطلب كريمات ذات قوام غني بالزيوت المغذية بينما تناسب المستحضرات الخفيفة كالهلام أو اللوشن البشرة الدهنية. أما البشرة الحساسة فتستدعي استخدام منتجات مصممة خصيصا لتكون خالية من العطور والمكونات التي قد تسبب تهيجا.

ولتعزيز فعالية الترطيب الخارجي ينصح بتطبيق المرطب مرتين يوميا في الصباح والمساء بعد تنظيف الوجه مباشرة فهذا يساعد على حبس الرطوبة داخل خلايا الجلد. كما تلعب الأقنعة الطبيعية دورا مهما في منح البشرة ترطيبا عميقا وتغذية إضافية مثل ماسك العسل والزبادي أو هلام الصبار المعروف بخصائصه المهدئة. وتعد الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند وزيت اللوز الحلو وزيت الأرغان خيارات ممتازة لترطيب الجلد بعمق. ولا تكتمل الحماية الخارجية دون استخدام واقي الشمس بشكل يومي فهو يقي البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب الجفاف والتلف. كما أن استخدام السيرومات التي تحتوي على حمض الهيالورونيك يعزز من قدرة الجلد على جذب جزيئات الماء والاحتفاظ بها مما يزيد من مرونته.

إن أساس البشرة النضرة والمشرقة ينبع من داخل الجسم فالترطيب الداخلي هو حجر الزاوية الذي تبنى عليه كل جهود العناية الخارجية. ويعني ذلك تزويد الجسم بالسوائل والعناصر الغذائية الضرورية التي تمكن خلايا الجلد من الاحتفاظ بالماء وتجديد نفسها بكفاءة. فعندما يعاني الجسم من الجفاف تنعكس آثاره سريعا على الجلد فتظهر التجاعيد الدقيقة وتزداد التشققات ويفقد الجلد حيويته الطبيعية. وشرب كميات كافية من الماء هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية في هذه العملية حيث يوصى بتناول ما لا يقل عن ثمانية أكواب يوميا وتزيد هذه الكمية مع ارتفاع درجات الحرارة أو ممارسة الأنشطة البدنية. فالماء لا يحافظ على توازن السوائل فحسب بل يساهم أيضا في تخليص الجسم من السموم التي تؤثر سلبا على صفاء البشرة.

ويلعب النظام الغذائي دورا حيويا في دعم ترطيب البشرة من الداخل. فالأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية والمكسرات وبذور الكتان تساهم في تقوية الحاجز الدهني الواقي للبشرة. كما أن فيتامين E يعمل كمضاد أكسدة قوي يحمي الخلايا من التلف ويمنع الجفاف بينما يعزز فيتامين C إنتاج الكولاجين الضروري لمرونة الجلد وشبابه. ويمكن زيادة محتوى الماء في الجسم بشكل طبيعي عبر تناول الخضراوات والفواكه الغنية به مثل الخيار والبطيخ والطماطم والبرتقال. وهناك مشروبات أخرى مفيدة بجانب الماء كالعصائر الطبيعية الطازجة وشاي الأعشاب المهدئ مثل البابونج والنعناع. وعلى النقيض يجب الانتباه إلى المشروبات التي تسبب فقدان السوائل كالمشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الغازية.

لتحقيق أفضل النتائج يجب تبني استراتيجية متكاملة تجمع بين الترطيب الداخلي والخارجي فلا يمكن لأحدهما أن يغني عن الآخر. فتناول كميات كبيرة من الماء لن يحمي البشرة بمفرده من جفاف الطقس كما أن استخدام أغلى المرطبات لن يمنح البشرة إشراقة حقيقية إذا كان الجسم يفتقر إلى الترطيب والعناصر الغذائية. ولتطبيق ذلك عمليا يمكن البدء بشرب كوب من الماء فور الاستيقاظ لتعويض السوائل المفقودة أثناء النوم وتجنب الاستحمام بماء شديد السخونة لأنه يزيل الزيوت الطبيعية الواقية عن الجلد. ومن المهم أيضا تطبيق المرطب على بشرة رطبة بعد الاستحمام مباشرة. كما أن تقشير البشرة بلطف مرة أو مرتين أسبوعيا يزيل طبقة الخلايا الميتة مما يسمح للمرطبات بالتغلغل بشكل أعمق وأكثر فاعلية. ويمكن استخدام مقشرات طبيعية كالسكر الممزوج بزيت الزيتون. وفي البيئات الجافة خاصة في فصل الشتاء يساعد تشغيل جهاز ترطيب الهواء في الغرفة على حماية البشرة من الجفاف الناجم عن استخدام أجهزة التدفئة. وأخيرا يؤثر التوتر النفسي بشكل مباشر على صحة البشرة لذا فإن تقليله يلعب دورا في الحفاظ على نضارتها.