أثارت الأنباء حول إصابة أحد نجوم الكرة البارزين بفيروس الكبد الوبائي A موجة من الاهتمام والقلق مما سلط الضوء مجددا على هذا المرض الفيروسي المعدي وطرق انتقاله السهلة خاصة بين الأطفال والشباب والتي تتطلب وعيا صحيا لتجنب الإصابة به وتفادي انتشاره.
يعد التطعيم الوسيلة الأكثر فعالية ونجاعة للوقاية من التهاب الكبد A إذ يؤكد الأطباء أنه آمن ويوفر حماية قد تصل إلى مئة بالمئة من خطر العدوى. وينصح بإعطاء اللقاح للأطفال ابتداء من عمر سنة واحدة على جرعتين تفصل بينهما فترة تتراوح من ستة إلى اثني عشر شهرا ولا يحتاج الشخص بعدها إلى أي جرعات تنشيطية في المستقبل كما أن الحصول على جرعة واحدة من اللقاح خلال أسبوعين من التعرض للفيروس يمنح حماية وقائية ملحوظة.
أكد استشاري في أمراض الباطنة أن فترة التعافي من الفيروس تستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع موضحا أن هذه المدة تعتمد بشكل كبير على قوة الجهاز المناعي للمريض وحالته الصحية العامة. ومن الجوانب الإيجابية للمرض أن من يصاب به مرة واحدة يكتسب مناعة دائمة مدى الحياة حيث تنتج الأجسام المضادة خلال الإصابة الأولى ما يمنع حدوث عدوى جديدة به.
يمكن أن تمر الإصابة بفيروس الكبد A دون ظهور أعراض واضحة أو قد تتشابه أعراضها مع الإنفلونزا العادية مما يصعب تشخيصها في كثير من الحالات. وعندما تظهر الأعراض فإنها تشمل الشعور بالإرهاق الشديد والضعف العام والغثيان والقيء المفاجئ مع فقدان للشهية وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وآلام في المفاصل.
تظهر أعراض المرض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 15 و 50 يوما بمتوسط يقارب 28 يوما ويكون المصاب قادرا على نقل الفيروس للآخرين قبل أسبوعين من ظهور أي أعراض عليه وتستمر قدرته على العدوى لمدة أسبوع أو أكثر بعدها. ومن العلامات المميزة للمرض اصفرار الجلد وبياض العينين المعروف باليرقان وتغير لون البول ليصبح داكنا ولون البراز ليصبح فاتحا بالإضافة إلى آلام في البطن خاصة في الجزء العلوي الأيمن.
ينتقل فيروس A بطرق متعددة وينتشر بشكل رئيسي عبر تناول طعام أو شراب ملوث ببراز شخص مصاب أو من خلال الاحتكاك المباشر مع المريض ولمس أسطح غير مطهرة كما يمكن أن تكون بعض الممارسات الجنسية مصدرا للعدوى. وتشدد الدراسات الطبية على أن اتباع عادات النظافة الصحية السليمة يعد خط الدفاع الأول وعلى رأسها غسل اليدين بانتظام وتوخي الحذر في اختيار مصادر الغذاء والمياه.
على عكس فيروسات الكبد الأخرى مثل B و C فإن التهاب الكبد A لا يتسبب في إصابة مزمنة أو تلف دائم في الكبد حيث يتعافى معظم المرضى بشكل كامل. ويتميز الفيروس بقدرته على البقاء حيا خارج الجسم لعدة أشهر ولكنه يفقد قدرته على العدوى عند تسخين الطعام لدرجة 85 مئوية لمدة دقيقة واحدة كما أن استخدام الكلور في تطهير الأسطح يقضي عليه تماما. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الإصابات تحدث قبل سن العاشرة.
