أسعار الذهب تتراجع من قمتها التاريخية بعد تجاوز حاجز 3700 دولار لأول مرة

أسعار الذهب تتراجع من قمتها التاريخية بعد تجاوز حاجز 3700 دولار لأول مرة
أسعار الذهب تتراجع من قمتها التاريخية بعد تجاوز حاجز 3700 دولار لأول مرة

شهدت أسواق المعادن الثمينة تقلبات ملحوظة حيث تراجعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية إلى ما دون مستوى 3700 دولار للأونصة وذلك بعد أن سجلت رقما قياسيا تاريخيا جديدا خلال تداولات يوم الأربعاء بتجاوزها هذا الحاجز للمرة الأولى على الإطلاق. وقد جاء هذا التراجع الطفيف بعد موجة صعود قوية غذتها توقعات متزايدة في الأسواق المالية بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأمريكي.

يأتي هذا التحرك في أسعار المعدن الأصفر في وقت يترقب فيه المستثمرون قرار السياسة النقدية الأمريكية حيث تشير التوقعات بقوة إلى خفض شبه مؤكد لمعدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ختام اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء السابع عشر من سبتمبر مع وجود احتمال ضئيل لخفض أكبر يصل إلى نصف نقطة مئوية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا في وقت سابق رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول إلى إجراء خفض أكبر لدعم الاقتصاد.

ويعزو الخبراء الارتفاع الكبير الذي شهده الذهب مؤخرا إلى مجموعة من العوامل المتضافرة أبرزها تزايد الطلب عليه كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على آفاق النمو الاقتصادي العالمي والمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة. كما أن عمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية حول العالم والتي تسعى لتعزيز احتياطياتها من الذهب قد شكلت دعما أساسيا للأسعار.

وعلى صعيد متصل ساهم ضعف الدولار الأمريكي في تعزيز جاذبية الذهب حيث انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهرين أمام سلة من العملات الرئيسية. ويؤدي تراجع قيمة الدولار إلى خفض تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى مما يزيد من الإقبال عليه ويدفع أسعاره للارتفاع. ويشير متعاملون في السوق إلى أن الارتفاع الملحوظ للذهب تزامن مع هبوط حاد للدولار الذي بلغ أضعف مستوياته منذ شهر يوليو محذرين في الوقت ذاته من احتمالية حدوث عمليات جني أرباح قبل صدور القرار الحاسم من الاحتياطي الفدرالي.

بالنظر إلى الأداء العام للمعدن النفيس فقد ارتفعت أسعاره بنسبة تقارب 41% منذ بداية العام الحالي مواصلا مسيرة صعود لافتة. وكانت الأونصة قد تخطت حاجز 3600 دولار في الثامن من سبتمبر قبل أن تسجل قمة تاريخية جديدة. وخلال العام الماضي قفزت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 27% متجاوزة مستوى 3000 دولار لأول مرة في تاريخها في مارس من عام 2025 مدفوعة حينها بحالة من عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة. وفي نهاية التعاملات قلص الذهب مكاسبه ليستقر عند مستوى 3687.67 دولار للأونصة بزيادة طفيفة بلغت 0.2% بعد أن لامس في وقت سابق مستوى 3702.95 دولار. وفي الوقت نفسه ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.2% لتصل عند التسوية إلى 3725.10 دولار.

وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى شهدت أسعار الفضة تراجعا في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتستقر عند 42.44 دولار للأونصة وذلك بعد أن سجلت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2011. كما انخفض سعر البلاتين بنسبة 0.8% مسجلا 1389.50 دولار وهبط البلاديوم أيضا بنسبة 0.6% ليصل إلى 1176.97 دولار.