فيتامين د كنزك الصحي المنسي.. يقوي المناعة ويحمي من أمراض خطيرة

فيتامين د كنزك الصحي المنسي.. يقوي المناعة ويحمي من أمراض خطيرة
فيتامين د كنزك الصحي المنسي.. يقوي المناعة ويحمي من أمراض خطيرة

يمثل فيتامين د ركيزة أساسية للصحة العامة حيث تتجاوز فوائده دوره الشهير في دعم العظام لتشمل تعزيز وظائف الجهاز المناعي وتحسين الحالة النفسية والمساهمة في الوقاية من أمراض متعددة. ووفقاً لخبراء التغذية العلاجية يعتبر هذا الفيتامين مفتاحاً لتحقيق صحة متكاملة للجسم والعقل إذ إن الحفاظ على مستوياته المثالية ينعكس إيجاباً على مختلف الوظائف الحيوية بينما قد يؤدي نقصه إلى مشكلات صحية كبيرة.

غالباً ما تظهر مؤشرات نقص فيتامين د في الجسم على هيئة أعراض شائعة قد لا يتم ربطها بنقصه بشكل مباشر ومن أبرز هذه العلامات الشعور بالتعب والإرهاق المستمر وآلام العظام والمفاصل وتساقط الشعر بشكل ملحوظ وضعف جهاز المناعة الذي يؤدي إلى تكرار الإصابة بالعدوى والأمراض كما قد يعاني الشخص من تأخر في التئام الجروح واضطرابات مزاجية كالقلق والاكتئاب.

يمكن للجسم الحصول على احتياجاته من فيتامين د عبر ثلاثة مصادر رئيسية يأتي في مقدمتها التعرض المباشر لأشعة الشمس والتي تحفز الجلد على إنتاجه طبيعياً خاصة خلال الفترة من العاشرة صباحاً حتى الثالثة ظهراً. إضافة إلى ذلك تساهم بعض الأطعمة في توفير كميات جيدة منه مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة والسردين وكبد البقر وصفار البيض بالإضافة إلى منتجات الألبان المدعمة. وفي حالات النقص الشديد أو صعوبة الحصول عليه من المصادر الطبيعية تعد المكملات الغذائية حلاً فعالاً.

تتجلى الفائدة الأبرز لفيتامين د في دوره المحوري بتعزيز صحة العظام والأسنان حيث إنه يسهل عملية امتصاص الجسم لعنصري الكالسيوم والفوسفور وهما المكونان الأساسيان لبنية العظام. ويؤدي نقص هذا الفيتامين إلى أمراض مثل هشاشة العظام لدى البالغين والكساح لدى الأطفال ويرفع من خطر التعرض للكسور مع التقدم في العمر.

يمتد تأثير فيتامين د ليشمل تقوية جهاز المناعة فهو ينشط الخلايا المناعية المسؤولة عن محاربة الالتهابات والعدوى وقد أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يتمتعون بمستويات كافية منه أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كنزلات البرد والإنفلونزا. كما يلعب دوراً في دعم قوة العضلات مما يقلل من حوادث السقوط والإصابات خاصة لدى كبار السن ويساعد الرياضيين على تحسين أدائهم البدني.

تشير الأبحاث العلمية إلى وجود علاقة وثيقة بين فيتامين د وصحة القلب والأوعية الدموية حيث يساهم في تنظيم مستويات ضغط الدم ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية كما يعتقد أنه يحد من الالتهابات التي قد تتسبب في تصلب الشرايين. وفي سياق متصل تبرز أهميته في التأثير الإيجابي على الصحة النفسية حيث يرتبط نقصه بزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج.

توجد أدلة علمية على أن فيتامين د قد يساعد في الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني من خلال دوره في تنظيم مستويات الأنسولين في الدم. وتشير أبحاث أولية أيضاً إلى قدرته المحتملة على تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والثدي والبروستاتا لأنه يساهم في تنظيم نمو الخلايا.

يعتبر فيتامين د ضرورياً بشكل خاص خلال فترة الحمل والرضاعة فهو يحمي الأم من مضاعفات مثل تسمم الحمل ويضمن نمو عظام الجنين بشكل سليم كما يعزز جودة حليب الأم أثناء الرضاعة الطبيعية.

توصي الهيئات الصحية بالحصول على كميات يومية محددة من فيتامين د تختلف باختلاف الفئة العمرية حيث يحتاج الرضع حتى عمر عام إلى 400 وحدة دولية بينما يحتاج الأطفال والبالغون حتى سن السبعين إلى 600 وحدة دولية وترتفع هذه الكمية إلى 800 وحدة دولية لكبار السن فوق السبعين عاماً. أما الحوامل والمرضعات فينصح لهن بالحصول على 600 وحدة دولية يومياً. وللحفاظ على هذه المستويات طبيعياً ينصح بالتعرض للشمس باعتدال وممارسة الأنشطة الخارجية وتناول الأغذية الغنية به بانتظام.