بروتين مينين.. اكتشاف علمي بالدماغ قد يبطئ الشيخوخة ويكافح أمراض التقدم بالعمر

بروتين مينين.. اكتشاف علمي بالدماغ قد يبطئ الشيخوخة ويكافح أمراض التقدم بالعمر
بروتين مينين.. اكتشاف علمي بالدماغ قد يبطئ الشيخوخة ويكافح أمراض التقدم بالعمر

كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود دور حاسم لبروتين يعرف باسم مينين في منطقة الوطاء الدماغية باعتباره محركا أساسيا لعملية الشيخوخة الفسيولوجية حيث يؤدي انخفاض مستوياته مع تقدم العمر إلى تسريع ظهور علامات الشيخوخة عبر زيادة الالتهاب العصبي وفقدان نواقل عصبية حيوية.

أظهرت الأبحاث أن تراجع بروتين مينين يرتبط بشكل مباشر بانخفاض مستوى ناقل عصبي طبيعي يسمى د-سيرين والذي يوجد في أطعمة متنوعة مثل الأسماك والبيض والمكسرات وفول الصويا وهو ما يفتح آفاقا جديدة للتدخل الغذائي كوسيلة محتملة للتخفيف من آثار الشيخوخة. يعزز هذا الاكتشاف الفهم العلمي لدور منطقة الوطاء التي تعرف بقدرتها على تنظيم عمليات التقدم في العمر من خلال سيطرتها الدقيقة على المسارات الأيضية والالتهابات العصبية التي تزداد إشاراتها مع مرور الزمن وتؤدي لتغيرات واسعة في الدماغ وأعضاء الجسم.

أجرى الباحثون تجارب محورية على فئران مسنة بلغ عمرها عشرين شهرا حيث قاموا بإدخال الجين المسؤول عن إنتاج بروتين مينين مباشرة في منطقة الوطاء لديها. بعد مرور شهر واحد فقط لوحظت نتائج مذهلة تمثلت في تحسينات واضحة في كثافة العظام وسمك الجلد فضلا عن تطور ملحوظ في قدرات التوازن والتعلم والذاكرة لديها.

في تجربة موازية أدى إعطاء الفئران مكملات غذائية تحتوي على الحمض الأميني د-سيرين لمدة ثلاثة أسابيع إلى تحسن مماثل في الأداء الإدراكي والوظائف العقلية لكنه لم يؤثر على العلامات الجسدية للشيخوخة مثل كثافة العظام أو حالة الجلد مما يشير إلى مسارات تأثير مختلفة.

أوضحت التحليلات المعمقة أن سبب انخفاض مستويات د-سيرين يعود إلى تراجع نشاط الإنزيم المسؤول عن إنتاجه وهذا الإنزيم يعتمد في عمله على وجود بروتين مينين. هذه العلاقة المترابطة توضح كيف يمكن لتغير واحد على المستوى الجزيئي أن يحدث سلسلة من التأثيرات التي تظهر كأعراض للشيخوخة.

يقود هذا البحث الدكتور ليغي لينغ من جامعة شيامن الصينية والذي يرى أن انخفاض مينين في الوطاء قد يكون المحرك الرئيسي الذي يربط بين العوامل الوراثية والالتهابية والأيضية المرتبطة بالتقدم في العمر. ورغم أن الدراسة تفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية واعدة مثل إعادة توازن البروتين أو استخدام مكملات د-سيرين لمواجهة تراجع القدرات الإدراكية إلا أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات مثل أسباب انخفاض البروتين مع العمر ومدى استدامة تأثير هذه العلاجات والآثار الجانبية المحتملة.