يشكل الوصول إلى سن الأربعين نقطة تحول حاسمة في حياة المرأة لا تقتصر على كونها مجرد رقم بل تمثل منعطفًا مهما يستدعي إيلاء اهتمام خاص بالصحة العامة وصحة القلب على وجه التحديد ففي خضم الانشغال بالمسؤوليات الأسرية والمهنية والسعي لتحقيق الأهداف الشخصية قد تتجاهل المرأة العناية بصحتها.
يؤكد خبراء التغذية أن نوعية الطعام الذي نتناوله تنعكس مباشرة على صحتنا وتحديدًا صحة القلب وينصحون بالتركيز على نظام غذائي غني بالخضروات الملونة والحبوب الكاملة فهذه الأطعمة لا تمد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية فحسب بل تعزز أيضًا صحة الأمعاء التي أظهرت الدراسات ارتباطها الوثيق بصحة القلب وفي المقابل يجب الابتعاد بشكل حاسم عن الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية والوجبات الخفيفة المشبعة بالدهون إذ تساهم هذه المنتجات في زيادة الوزن وتزيد من خطر انسداد الشرايين مما يمهد الطريق لمشكلات خطيرة في القلب والأوعية الدموية.
يمثل الحفاظ على وزن صحي تحديًا للكثيرين في مرحلة الأربعينيات من العمر وتعد ممارسة النشاط البدني بانتظام حجر الزاوية لتحقيق هذا الهدف فالوزن الزائد يضع عبئًا إضافيًا على القلب ويزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري من النوع الثاني ويوصي الأخصائيون بممارسة التمارين لمدة تتراوح بين ثلاثين وأربعين دقيقة يوميًا للحفاظ على نشاط الدورة الدموية والتحكم في الوزن ويمكن إدراج تغييرات بسيطة في الروتين اليومي مثل استخدام السلالم بدلًا من المصعد لتعزيز الحركة.
لا يمكن إغفال التأثير العميق للتوتر وجودة النوم على صحة القلب فالضغوط النفسية المزمنة تؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول بكميات كبيرة وهو ما قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت وللتعامل مع هذا التحدي يمكن اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق والتأمل التي أثبتت فعاليتها في تهدئة الأعصاب وخفض مستويات التوتر كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يقل أهمية حيث يُنصح بالنوم لفترة تتراوح بين سبع وتسع ساعات كل ليلة لدعم الصحة الجسدية والنفسية معًا.
تكتمل منظومة العناية بالقلب من خلال المتابعة الطبية المنتظمة التي تعد خطوة وقائية لا غنى عنها وينصح أطباء القلب بضرورة جدولة فحوصات دورية لمراقبة المؤشرات الحيوية الأساسية وتشمل هذه المتابعة قياس ضغط الدم ومستويات الكوليسترول بشكل منتظم والتحدث بصراحة مع الطبيب حول أي مخاوف صحية أو عوامل خطر محتملة لتقديم إرشادات مخصصة وقد سهلت التقنيات الحديثة هذه العملية عبر توفير خيارات الرعاية الصحية عن بعد والاستشارات الطبية عبر الإنترنت وحتى إجراء الفحوصات في المنزل مما يجعل متابعة صحة القلب أكثر يسرًا من أي وقت مضى.
