تعد الكوسة كنزا غذائيا غنيا بالفوائد الصحية المتعددة حيث تقدم للجسم مجموعة متنوعة من الفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية التي تساهم في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض. وتشتمل تركيبتها الفريدة على حمض البانتوثينيك والكولين والكالسيوم والحديد والزنك والسيلينيوم مما يجعلها إضافة قيمة لأي نظام غذائي صحي.
ولصحة القلب والأوعية الدموية دور بارز تلعبه الكوسة بفضل محتواها الغني من معدن البوتاسيوم المفيد للقلب. يوفر كوب واحد من الكوسا المطبوخة ما يزيد على عشرة بالمئة من حاجة الجسم اليومية من البوتاسيوم الذي يعمل كوسيلة طبيعية لخفض ضغط الدم المرتفع خاصة وأنه يعاكس الآثار السلبية للنظام الغذائي الغني بالصوديوم. وتشير الأبحاث إلى أن زيادة استهلاك البوتاسيوم قد يقلل من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب. كما تحتوي الكوسة على ألياف البكتين وهو نوع من السكريات المفيدة التي تساهم في تحسين صحة الشرايين وتقليل الالتهابات المسببة للأمراض وخفض مستويات الكوليسترول بشكل طبيعي.
تزخر الكوسة وبذورها بأنواع عديدة من المغذيات النباتية التي تساعد في مكافحة الالتهابات والإجهاد التأكسدي. وتحتوي قشورها بشكل خاص على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مثل فيتامين سي وفيتامين أ ومركبات أخرى مثل سوبر أكسيد ديسميوتاز وغلوتاثيون بيروكسيديز. لذلك ينصح الخبراء بتناولها دون تقشير للاستفادة القصوى من هذه المركبات. وتوفر ثمرة متوسطة الحجم أكثر من نصف الاحتياج اليومي من فيتامين سي الذي يحافظ على بطانة خلايا الدم ويحمي من انسداد الشرايين.
يمكن أن يكون إدراج الكوسة في النظام الغذائي عاملا مساعدا في التحكم بالوزن وعلاج السمنة. ونظرا لأنها منخفضة السكر والكربوهيدرات فإنها تساعد في السيطرة على وزن الجسم بفضل تأثيرها الإيجابي على مستويات الأنسولين والهرمونات الأخرى. ويرتبط التحكم في الوزن بشكل مباشر بتقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب مما يجعل الكوسة خيارا مثاليا ضمن نظام غذائي صحي متكامل.
تساهم الكوسة أيضا في تحسين عملية الهضم ودعم صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. وبسبب قدرتها على ترطيب الجسم وتوفيرها للعناصر الغذائية الأساسية والألياف فإنها توصف أحيانا لتخفيف مشاكل هضمية مثل التهاب الرتوج. وتوفر الكوسة حماية مضادة للالتهابات داخل الجهاز الهضمي مما قد يساعد في تخفيف أعراض حالات مرضية مثل متلازمة القولون العصبي وقرحة المعدة ومتلازمة تسرب الأمعاء.
