جفاف العين ليس مجرد إرهاق.. اكتشف أسبابه وأعراضه ومخاطره الصامتة

جفاف العين ليس مجرد إرهاق.. اكتشف أسبابه وأعراضه ومخاطره الصامتة
جفاف العين ليس مجرد إرهاق.. اكتشف أسبابه وأعراضه ومخاطره الصامتة

أصبحت مشكلة جفاف العين ظاهرة صحية شائعة في العصر الحديث تؤثر على فئات عمرية مختلفة من الصغار والكبار على حد سواء حيث يعد انتشار الأجهزة الإلكترونية والشاشات الذكية من أبرز العوامل التي تسهم في تفاقم هذه الحالة التي تسبب إزعاجا كبيرا وقد تتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا تم إهمالها.

يعاني المصابون بجفاف العين من مجموعة من الأعراض المزعجة تبدأ بإحساس بالحرقة أو الوخز المستمر داخل العين وشعور بوجود جسم غريب أو حبيبات رمل لا يمكن التخلص منها كما يعد احمرار العين وتهيجها من العلامات البارزة وقد يعاني الشخص من تشوش مؤقت في الرؤية يتحسن عند الرمش المتكرر وفي مفارقة غريبة قد تفرز العين دموعا زائدة كرد فعل عكسي للجفاف الشديد بالإضافة إلى صعوبة ارتداء العدسات اللاصقة وزيادة الحساسية تجاه الضوء.

وتتعدد العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة فبعضها يرتبط بنمط الحياة والبيئة المحيطة والبعض الآخر يتعلق بحالات صحية محددة حيث يؤدي التعرض المباشر والمستمر للهواء الجاف أو الرياح أو هواء أجهزة التكييف والتدفئة إلى تبخر الدموع بسرعة كما أن التركيز في الشاشات لفترات طويلة يقلل من معدل الرمش الطبيعي مما يمنع توزيع الدموع بشكل فعال على سطح العين.

وعلى الصعيد الصحي يلعب التقدم في العمر دورا أساسيا خاصة بعد سن الأربعين حيث يقل إنتاج الدموع طبيعيا كما أن التغيرات الهرمونية لدى النساء خصوصا بعد فترة انقطاع الطمث تزيد من احتمالية الإصابة وهناك أيضا أمراض مناعية ذاتية مثل متلازمة شوغرن والروماتويد تهاجم الغدد المنتجة للدموع واللعاب بالإضافة إلى ذلك يمكن لبعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية الحساسية وأدوية علاج ضغط الدم أن تسبب الجفاف كأثر جانبي.

ولا تقتصر الأسباب على ذلك بل تشمل أيضا المشكلات الموضعية في العين مثل التهابات الغدد الدهنية في الجفون أو انسداد غدد ميبومايوس المسؤولة عن إفراز الطبقة الزيتية للدموع التي تمنع تبخرها كما أن ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة والخضوع لجراحات العيون مثل الليزك أو جراحة المياه البيضاء قد يؤثر مؤقتا أو دائما على إنتاج الدموع وكذلك نقص فيتامين A الضروري لصحة العين.

إن إهمال علاج جفاف العين قد يؤدي إلى مخاطر تتجاوز مجرد الشعور بعدم الراحة فالتهيج المزمن يمكن أن يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية في القرنية أو الملتحمة وفي الحالات المتقدمة قد تحدث خدوش أو تقرحات على سطح القرنية مما يؤثر سلبا على جودة الرؤية بشكل دائم.

ولحسن الحظ تتوفر خيارات علاجية متعددة تبدأ بالحلول البسيطة وتصل إلى التدخلات الطبية المتقدمة وتعتبر قطرات الدموع الاصطناعية التي تتوفر بدون وصفة طبية هي خط العلاج الأول لترطيب العين بشكل فوري ويمكن استخدام مراهم الترطيب الليلية قبل النوم لتوفير حماية طويلة الأمد أثناء الليل وفي حالات التهاب الجفن يساعد تنظيف الجفون بانتظام مع استخدام كمادات دافئة على تحسين وظيفة الغدد الدهنية.

وقد يلجأ طبيب العيون إلى إجراءات أكثر تخصصا مثل وضع سدادات دقيقة في القنوات الدمعية لمنع تصريف الدموع بسرعة والحفاظ عليها على سطح العين لفترة أطول وفي حالات أخرى قد يصف الطبيب أدوية تعمل على تحفيز إفراز الدموع الطبيعية كما أن علاج السبب الأساسي للمشكلة مثل تعديل الأدوية المسببة للجفاف أو علاج أمراض المناعة أو تعويض نقص الفيتامينات يعد جزءا لا يتجزأ من الخطة العلاجية.

يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية لتقليل خطر الإصابة بجفاف العين أو تخفيف أعراضه ومن أهمها أخذ فترات راحة منتظمة عند استخدام الأجهزة الرقمية وتطبيق قاعدة الرمش المتعمد لترطيب العين والحفاظ على ترطيب الجسم من الداخل عن طريق شرب كميات وافرة من الماء يوميا وعند الخروج في الأجواء العاصفة أو المليئة بالغبار يفضل ارتداء نظارات واقية.

ومن المفيد أيضا ضبط بيئة المنزل أو العمل لتقليل جفاف الهواء عبر استخدام أجهزة ترطيب الجو وتجنب التعرض المباشر لهواء المكيفات والمراوح والابتعاد عن التدخين والمدخنين لأن دخان السجائر يهيج العين ويزيد من تبخر الدموع كما أن اتباع نظام غذائي صحي غني بأحماض أوميجا 3 الموجودة في أسماك السلمون وبذور الكتان والجوز يدعم صحة الغدد الدمعية ويعزز جودة الدموع.