الإمساك عند الرضع: دليل الأمهات الشامل لمعرفة أسبابه وعلاجه والوقاية منه

الإمساك عند الرضع: دليل الأمهات الشامل لمعرفة أسبابه وعلاجه والوقاية منه
الإمساك عند الرضع: دليل الأمهات الشامل لمعرفة أسبابه وعلاجه والوقاية منه

يثير الإمساك عند الأطفال الرضع قلقا كبيرا لدى الأمهات فهو من المشكلات الصحية الشائعة في هذه المرحلة العمرية المبكرة وتظهر هذه الحالة بوضوح عندما يجد الرضيع صعوبة بالغة في الإخراج أو عندما يصبح برازه جافا وقاسيا ما يسبب له الألم والانزعاج ويؤثر على راحته اليومية.

يمكن للأمهات التعرف على إصابة أطفالهن بالإمساك من خلال مجموعة من العلامات الواضحة أبرزها انخفاض عدد مرات التبرز لتصبح أقل من ثلاث مرات أسبوعيا كما يلاحظ بكاء الطفل الشديد واحمرار وجهه أثناء محاولة الإخراج ما يدل على شعوره بالألم بالإضافة إلى أن طبيعة البراز نفسه تتغير ليصبح صلبا وجافا وأحيانا يأخذ شكل كرات صغيرة وقد تلاحظ الأم وجود خطوط دم خفيفة نتيجة للضغط الشديد وفي الحالات المتقدمة قد يفقد الرضيع شهيته ويرفض الرضاعة.

ترتبط أسباب الإمساك لدى الرضع بشكل مباشر بنظامهم الغذائي فالتغييرات المفاجئة مثل الانتقال من حليب الأم إلى الحليب الصناعي أو البدء في إدخال الأطعمة الصلبة قد تؤدي إلى تباطؤ في حركة الأمعاء كما أن بعض أنواع الحليب الصناعي تكون تركيبتها أكثر صعوبة في الهضم مقارنة بحليب الأم الطبيعي ما يزيد من احتمالية حدوث الإمساك فضلا عن أن عدم حصول الرضيع على كمية كافية من السوائل يسبب جفاف البراز ويجعله أكثر صلابة.

إلى جانب العوامل الغذائية قد تساهم قلة الحركة والنشاط البدني في تفاقم المشكلة خصوصا لدى الأطفال الأكبر سنا الذين بدؤوا مرحلة الحبو حيث تساعد الحركة على تنشيط الأمعاء لذلك يعد تشجيع الرضيع على اللعب والحركة من الإجراءات الوقائية الهامة كما أن الحساسية تجاه بروتين حليب البقر قد تكون سببا كامنا تظهر أعراضه على شكل إمساك وفي حالات نادرة جدا قد يكون الإمساك مؤشرا لمشكلات صحية أخرى كقصور الغدة الدرقية أو أمراض خلقية في الأمعاء.

يجب على الآباء عدم إهمال علاج الإمساك لدى الرضيع لتجنب حدوث مضاعفات قد تزيد من معاناته فالإمساك الشديد والمستمر قد يؤدي إلى حدوث شق شرجي مؤلم يجعل الطفل يتجنب التبرز خوفا من الألم ما يدخله في حلقة مفرغة كما يمكن أن يسبب انتفاخا وتراكما للغازات ويؤثر سلبا على شهية الطفل ونموه واكتسابه للوزن وفي حالات نادرة قد يتطور الأمر إلى انسداد معوي.

يعتمد علاج الإمساك على عمر الرضيع وشدة حالته حيث يمكن البدء بتدابير بسيطة في المنزل مثل تدليك بطن الطفل بلطف في حركات دائرية أو تحريك ساقيه بطريقة تشبه ركوب الدراجة لتحفيز حركة الأمعاء أما بالنسبة للرضع الذين تجاوزوا ستة أشهر فيمكن تقديم أطعمة غنية بالألياف تساعد على تليين البراز مثل مهروس الخوخ والكمثرى مع ضرورة زيادة كمية السوائل المقدمة له.

إذا لم تستجب حالة الطفل للإجراءات المنزلية البسيطة يجب استشارة الطبيب الذي قد يقترح تغيير نوع الحليب الصناعي المستخدم أو يصف في بعض الحالات قطرات مساعدة لتليين البراز ومن المهم أيضا تقليل الأطعمة التي تزيد من الإمساك مثل الأرز والموز غير المكتمل النضج والجزر المسلوق بكميات كبيرة مع الحرص على الإدخال التدريجي للأطعمة الصلبة لتعتاد عليها أمعاء الطفل.

للوقاية من حدوث الإمساك يفضل الالتزام بالرضاعة الطبيعية قدر المستطاع لكونها الأسهل في الهضم وعند بدء الطعام الصلب يجب الحرص على تقديم خضروات وفواكه غنية بالألياف مع مراقبة عادات الإخراج لدى الطفل ومراجعة الطبيب فورا إذا استمرت المشكلة أو ظهرت أعراض مقلقة مثل الانتفاخ الشديد والقيء المتكرر وفقدان الوزن.