
تكتسب القرفة شهرة واسعة تتجاوز استخدامها التقليدي كتوابل لإضفاء نكهة مميزة على الأطعمة والمشروبات إذ تعد كنزا غذائيا غنيا بالألياف والمعادن الحيوية مثل الحديد والكالسيوم والمنغنيز وتلعب دورا مهما في دعم الصحة العامة والوقاية من مجموعة متنوعة من الأمراض بفضل مركباتها الفريدة.
تظهر القرفة فعالية ملحوظة في تنظيم مستويات السكر بالدم حيث تعمل على إبطاء عملية الهضم مما يحد من الارتفاع المفاجئ للسكر بعد تناول الوجبات وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري وعلى صعيد متصل تساهم القرفة في جهود إنقاص الوزن خاصة الدهون المتراكمة في منطقة البطن فهي تحتوي على مركبات السينامالديهيد التي تعزز عملية التوليد الحراري في الجسم مما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية ومنع تخزين الدهون بكفاءة.
تتمتع القرفة بخصائص قوية مضادة للالتهابات والجراثيم فالزيوت الموجودة بها تمنع إطلاق الأحماض المسببة للالتهاب من أغشية الخلايا مما يجعلها عاملا مساعدا في تخفيف أعراض الالتهابات المختلفة ورغم أن هذه الخاصية مثبتة مخبريا إلا أن الأبحاث على البشر لا تزال في مراحلها الأولية كما أن محتواها العالي من مضادات الأكسدة يجعلها داعما قويا لجهاز المناعة وقدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
أظهرت دراسات أن رائحة القرفة ومضغ العلكة بنكهتها يؤثران إيجابيا على وظائف الدماغ حيث لوحظ تحسن في القدرات الإدراكية مثل الانتباه والتركيز فضلا عن زيادة سرعة الاستجابة للمؤثرات البصرية والحركية مما يشير إلى دور محتمل لها في تعزيز الصحة العقلية واليقظة.
تساهم الزيوت الطبيعية في القرفة في منع التكتل المفرط لكريات الدم الحمراء مما يقلل من لزوجة الدم ويحمي من خطر تكون الجلطات وهذا التأثير مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مشكلات تخثر الدم وبالنسبة للنساء تقدم القرفة فائدة إضافية في تخفيف آلام الدورة الشهرية حيث تساعد على تقليل شدة تقلصات الرحم كما أن قدرتها على تحسين تدفق الدم قد تساهم في تقصير مدة الدورة الشهرية عند تناولها بانتظام.
على الرغم من فوائدها المتعددة ينبغي التعامل مع القرفة بحذر إذ إن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى أضرار صحية فالبعض قد يعاني من ردود فعل تحسسية تتمثل في حكة واحمرار وطفح جلدي كما أن مركب الكومارين الموجود بها قد يسبب مشكلات في الكبد خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد مسبقا.
يجب على مرضى السكري توخي الحذر الشديد عند تناول القرفة مع أدويتهم لأنها قد تسبب هبوطا حادا وخطيرا في مستويات السكر بالدم أما بالنسبة للنساء الحوامل فيُنصح بتجنبها تماما حيث إنها قد تحفز تقلصات الرحم مما يزيد من خطر الإجهاض.
يمكن دمج القرفة بسهولة في النظام الغذائي اليومي للاستفادة من مزاياها الصحية وذلك عبر تحضير مشروب دافئ من أعواد القرفة المغلية والمحلاة بالعسل أو بإضافة مسحوقها إلى مختلف أنواع الحلويات والمخبوزات أو استخدامها كبهار عطري لأطباق اللحوم مثل لحم الضأن كما يمكن مزج منقوعها مع حليب الصويا للحصول على فوائد مضاعفة.