عرق النسا: أطباء يكشفون أسبابه الخفية وأحدث طرق العلاج للتخلص من آلامه

عرق النسا: أطباء يكشفون أسبابه الخفية وأحدث طرق العلاج للتخلص من آلامه
عرق النسا: أطباء يكشفون أسبابه الخفية وأحدث طرق العلاج للتخلص من آلامه

يعتبر عرق النسا أو التهاب العصب الوركي حالة طبية منتشرة تسبب آلاما حادة ومزعجة تمتد على طول العصب الأكبر في الجسم وهو العصب الوركي حيث يبدأ الألم من منطقة أسفل الظهر ليمر عبر الأرداف والفخذين وصولا إلى الساقين مما يؤثر سلبا على قدرة الشخص على الحركة وممارسة أنشطته اليومية سواء بين كبار السن أو الشباب.

وتتعدد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بعرق النسا ويعد الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية أحد أبرز العوامل المسببة حيث يضغط القرص المنزلق مباشرة على جذر العصب الوركي كما يمكن أن ينجم عن تضيق القناة الشوكية أو نمو نتوءات عظمية عليها إضافة إلى الإصابات المباشرة أو الكسور التي قد يتعرض لها العمود الفقري في منطقته القطنية. وتساهم بعض العوامل الأخرى في ظهور المشكلة مثل زيادة الوزن والضغط على أسفل الظهر خلال فترة الحمل أو تبني عادات جلوس ووقوف خاطئة لفترات طويلة وكذلك حمل الأوزان الثقيلة بأسلوب غير صحيح وفي حالات نادرة قد تكون الأورام أو التهابات العمود الفقري هي السبب.

يمكن للمصاب تمييز أعراض عرق النسا بسهولة والتي تظهر غالبا في جهة واحدة من الجسم وتتمثل في ألم ممتد يبدأ من أسفل الظهر أو الأرداف ويشق طريقه عبر الجزء الخلفي من الفخذ ليصل إلى الساق والقدم. ويصاحب هذا الألم عادة شعور بالخدر أو التنميل والوخز في الساق أو القدم وقد يشعر المريض بضعف في عضلات الساق أو يجد صعوبة في تحريك قدمه. ويلاحظ المصابون أن حدة الألم تزداد بشكل ملحوظ مع الجلوس المطول أو عند القيام بحركات مفاجئة مثل الانحناء أو السعال أو العطس. ويوصف الألم أحيانا بأنه إحساس بالحرق أو كوخز كهربائي يسير في مسار العصب وفي الحالات المتقدمة والخطيرة قد يفقد المريض السيطرة على عملية التبول أو التبرز وهو ما يعد مؤشرا خطيرا يتطلب تدخلا طبيا فوريا.

تتوفر خيارات علاجية متنوعة للتعامل مع عرق النسا تبدأ من الراحة النسبية مع التشديد على ضرورة تجنب الخلود للنوم لفترات طويلة لأن الحركة المعتدلة تسهم في تسريع عملية الشفاء. ويمكن اللجوء إلى تناول الأدوية المسكنة للآلام والمضادة للالتهاب بعد استشارة الطبيب كما يعد العلاج الطبيعي الذي يتضمن تمارين التمدد لتقوية عضلات الظهر والبطن جزءا أساسيا من خطة العلاج. وقد تساعد الكمادات الساخنة أو الباردة في تخفيف التشنجات العضلية والألم وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون حول العصب لتخفيف الالتهاب الشديد بينما تبقى الجراحة خيارا للحالات المعقدة التي يوجد فيها ضغط حاد على العصب أو عند تفاقم ضعف العضلات أو فقدان السيطرة على المثانة.

إن إهمال علاج عرق النسا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة حيث يمكن أن يتزايد الألم إلى درجة تعيق المشي والنوم بشكل طبيعي. وإذا استمر الضغط على العصب لفترة طويلة فقد ينتج عنه ضعف دائم في عضلات الساق أو القدم. وفي الحالات الحادة قد تتطور المشكلة إلى اضطرابات في التحكم بالمثانة والأمعاء كما أن قلة النشاط الحركي بسبب الألم المستمر تؤدي بدورها إلى زيادة الوزن وإضعاف عام للعضلات.

يمكن اتخاذ تدابير وقائية لتجنب الإصابة بعرق النسا من خلال اتباع نمط حياة صحي يبدأ بالحفاظ على وزن مثالي لتخفيف العبء على العمود الفقري وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية عضلات الظهر والبطن. ومن الضروري أيضا الحرص على الجلوس والوقوف بوضعية سليمة واختيار مقاعد مريحة توفر الدعم الكافي لأسفل الظهر وتجنب رفع الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة مع الحرص على ثني الركبتين عند رفع أي شيء من الأرض. وينصح بأخذ فترات راحة متكررة أثناء الجلوس الطويل للقيام ببعض الحركات البسيطة وتمارين التمدد بالإضافة إلى ارتداء أحذية مريحة وداعمة للقدم.