
أثار خبر وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري بعد معاناتها مع مرض السرطان موجة واسعة من الحزن والتفاعل في الأوساط الإعلامية والجماهيرية كما أعاد التذكير بخطورة سرطان الرئة الذي يصنف كأحد أكثر أنواع الأورام انتشاراً وسبباً رئيسياً للوفيات على مستوى العالم.
ويؤكد المختصون في مجال الصحة أن التدخين يعد المسؤول المباشر عن الغالبية الساحقة من حالات الإصابة بسرطان الرئة إذ تشير التقديرات الطبية إلى أن أكثر من ثمانين بالمئة من الحالات تعود بشكل مباشر إلى التدخين الإيجابي أو التعرض المستمر للتدخين السلبي ما يجعله العامل الأكثر خطورة.
ولا تقتصر أسباب الإصابة على التدخين وحده بل تشمل أيضاً عوامل بيئية ومهنية متنوعة حيث يلعب التعرض لمواد كيميائية سامة في أماكن العمل دوراً محورياً في زيادة المخاطر ومن أبرز هذه المواد الأسبستوس والكروم والنيكل إضافة إلى غاز الرادون وهو غاز مشع قد يوجد في بعض المباني.
كذلك تساهم عوامل أخرى في رفع احتمالية الإصابة بالمرض بشكل ملحوظ فالدراسات تربط بين تلوث الهواء الشديد في المدن الكبرى وزيادة معدلات الإصابة فضلاً عن وجود عوامل وراثية قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للمرض بالإضافة إلى تاريخ مرضي يتضمن أمراضاً مزمنة في الجهاز التنفسي.
لقد شكل رحيل يمنى شري بسبب هذا المرض رسالة قوية لتجديد الدعوات بضرورة رفع مستوى الوعي الصحي العام حول سبل الوقاية وأهمية الكشف المبكر الذي يعد السلاح الأهم لمواجهة سرطان الرئة وتجنب الوصول إلى مراحله المتقدمة ومضاعفاته المميتة.