رغم أن النوم على الظهر يعتبر وضعية شائعة ومفضلة لدى الكثيرين للشعور بالراحة والاسترخاء إلا أن خبراء الصحة يحذرون من أن الاستمرار على هذه العادة لفترات طويلة قد يخفي وراءه مجموعة من المخاطر الصحية التي قد لا تكون واضحة للجميع وتؤثر سلبا على أجهزة الجسم المختلفة.
ويوضح الدكتور محمد عمارة استشاري أمراض العظام والمفاصل أن الإفراط في اعتماد وضعية الاستلقاء الظهري أثناء النوم يمكن أن يتسبب في مشكلات عديدة خاصة لمن يعانون من حالات صحية معينة مثل صعوبات التنفس أو المشكلات الهيكلية في العمود الفقري بالإضافة إلى النساء الحوامل.
من أبرز المخاطر التي قد تنجم عن هذا الوضع هو تفاقم حالات الشخير وانقطاع النفس الانسدادي النومي حيث يؤدي استرخاء عضلات الحلق واللسان إلى الخلف إلى إعاقة مجرى الهواء ما يجعل التنفس متقطعًا ويؤثر على جودة النوم بشكل كبير ويسبب الشعور بالإرهاق عند الاستيقاظ.
كما أن النوم على الظهر لفترات طويلة يضع ضغطا إضافيا على الرقبة والعمود الفقري فإذا لم يكن هناك دعم كاف للرأس وأسفل الظهر فإن ذلك قد يؤدي إلى تيبس في عضلات العنق وآلام مزعجة في الفقرات القطنية وقد يزيد من سوء حالات الانزلاق الغضروفي.
يتأثر الجهاز الهضمي أيضا بهذه الوضعية فالاستلقاء على الظهر مباشرة بعد تناول وجبة طعام يمكن أن يسهل ارتداد حمض المعدة إلى المريء وهو ما يسبب الشعور بالحرقة ويعرف بالارتجاع المريئي خصوصا إذا كان مستوى الرأس موازيا للجذع.
بالنسبة للنساء الحوامل وتحديدا بعد الشهر السادس من الحمل يصبح النوم على الظهر خطيرا لأن وزن الرحم المتزايد يضغط على الوريد الأجوف السفلي وهو وريد رئيسي ينقل الدم إلى القلب وهذا الأمر قد يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى انخفاض ضغط الدم والشعور بالدوخة وربما يؤثر على وصول الدم إلى المشيمة.
قد يتأثر تدفق الدم بشكل عام أيضا حيث إن الاستلقاء المطول على الظهر قد يبطئ عودة الدم من الأطراف السفلية إلى القلب وهو ما قد يسبب لدى البعض تورما في القدمين أو شعورا بالخدر والتنميل في الساقين.
وللتقليل من هذه الأضرار المحتملة يوصي الخبراء باتباع بعض الإرشادات العملية منها استخدام وسادة توفر دعما مناسبا للرقبة للحفاظ على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري ووضع وسادة أخرى صغيرة أسفل الركبتين لتخفيف العبء عن منطقة أسفل الظهر.
ينصح كذلك بتجنب النوم على الظهر بعد تناول الطعام مباشرة ومنح الجسم فترة لا تقل عن ساعتين للهضم كما يفضل أن تعتاد النساء الحوامل على النوم على الجانب الأيسر لضمان أفضل تدفق دم للجنين والرحم.
أما الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الشخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم فالأفضل لهم تغيير وضعية نومهم إلى الجانب واستشارة الطبيب المختص كما أن ممارسة تمارين التمدد البسيطة في الصباح تساعد على تخفيف أي تيبس عضلي وتنشيط الدورة الدموية.
