يعد الكرنب كنزا غذائيا مهما ضمن عائلة الخضروات الصليبية التي تشمل البروكلي والقرنبيط وهو يتمتع بشعبية واسعة في العديد من المطابخ حول العالم وخاصة في المطبخ المصري حيث يعتبر مكونا أساسيا في أطباق شهيرة مثل المحشي والسلطات وتتجاوز قيمته مجرد مذاقه لتشمل فوائد صحية جمة.
يساهم تناول الكرنب في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ إذ يحتوي على مركبات الفلافونويد والألياف الغذائية التي تعمل معا على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم وهو ما يقلل من خطر تصلب الشرايين ويحسن تدفق الدم في الجسم وبالتالي يدعم صحة القلب العامة.
كما يلعب الكرنب دورا حيويا في تقوية جهاز المناعة بفضل محتواه الغني من فيتامين C الذي يحفز دفاعات الجسم الطبيعية ويحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة بالإضافة إلى ذلك يحتوي على مركبات نباتية فريدة مثل السلفورافان التي تمنحه خصائص قوية مضادة للالتهابات وتدعم مقاومة الجسم للأمراض.
ويقدم الكرنب دعما كبيرا لصحة الجهاز الهضمي فالألياف الغذائية الوفيرة فيه تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عملية الهضم مما يقي من الإصابة بالإم وعند تخميره كما في مخلل الملفوف يصبح مصدرا طبيعيا للبروبيوتيك وهي البكتيريا النافعة التي تعزز توازن الميكروبيوم في الأمعاء.
تشير الدراسات إلى أن مركبات الكبريت العضوية المعروفة بالجلوكوزينات الموجودة في الكرنب قد تساهم في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والثدي حيث تعمل هذه المركبات إلى جانب مضادات الأكسدة الأخرى على حماية الخلايا من التلف الذي قد يؤدي إلى نمو الأورام.
لا تقتصر فوائده على الأعضاء الداخلية بل تمتد إلى دعم الهيكل العظمي فهو مصدر جيد لعناصر ضرورية لصحة العظام مثل فيتامين K والكالسيوم والمغنيسيوم وهذه العناصر مجتمعة تساهم في الحفاظ على كثافة العظام وقوتها وتساعد في الوقاية من أمراض مثل هشاشة العظام.
يعتبر الكرنب خيارا مثاليا للراغبين في التحكم في أوزانهم أو إنقاصه نظرا لأنه منخفض السعرات الحرارية وغني بالألياف التي تمنح شعورا بالشبع والامتلاء لفترات طويلة مما يقلل من استهلاك السعرات الحرارية اليومية ويمكن إضافته بسهولة إلى الشوربات أو السلطات.
يساعد الكرنب أيضا في تنظيم مستويات السكر في الدم بفضل الألياف ومضادات الأكسدة التي يحتويها مما يجعله طعاما مناسبا لمرضى السكري عند تناوله باعتدال ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن.
لصحة البشرة نصيب من فوائد الكرنب حيث إن فيتامين C ضروري لإنتاج الكولاجين وهو البروتين المسؤول عن مرونة الجلد وحيويته مما يساعد على مقاومة ظهور التجاعيد كما أن مضادات الأكسدة فيه تحمي البشرة من الأضرار الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس والعوامل البيئية المختلفة.
يدعم الكرنب صحة العين خاصة النوع الأخضر منه لاحتوائه على مركبي اللوتين والزياكسانثين وهما من مضادات الأكسدة التي تتركز في شبكية العين وتساعد على حمايتها من التلف وتقليل خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر.
من ناحية أخرى تساهم مركبات الكبريت والكلوروفيل في الكرنب في دعم وظائف الكبد وتنشيط عملياته الطبيعية لإزالة السموم من الجسم مما يعزز الصحة العامة للجسم.
للحصول على أقصى فائدة غذائية ينصح بتناول الكرنب طازجا في السلطات أو مطهوا على البخار لفترة قصيرة أو إضافته إلى الشوربات واليخنات مع تجنب الإفراط في طهيه للحفاظ على فيتاميناته ومعادنه ومن المهم للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الغدة الدرقية تناوله بكميات معتدلة لأن استهلاك الخضروات الصليبية نيئة بكثرة قد يؤثر على امتصاص اليود.
