
يعد الكبد عضوا حيويا مسؤولا عن وظائف أساسية لا غنى عنها لصحة الإنسان فهو يعمل بمثابة مرشح طبيعي لتخليص الجسم من السموم كما يلعب دورا محوريا في إنتاج البروتينات الضرورية وتنظيم عمليات الهضم وتخزين المغذيات الحيوية ومع ذلك فإن إصابات الكبد غالبا ما تكون خفية وتتطور بصمت دون أعراض واضحة في مراحلها الأولى ما يجعل الكثيرين غير مدركين للضغط الذي يتعرض له هذا العضو الهام حتى تتفاقم حالته الصحية بشكل خطير.
قد تكون التغيرات التي تطرأ على الجلد مؤشرا مهما على وجود خلل في وظائف الكبد فعلى سبيل المثال يمكن أن تظهر حكة مستمرة على الجلد دون سبب واضح نتيجة تراكم مواد معينة تحت الجلد بكميات كبيرة تسبب تهيجا كما أن سهولة ظهور الكدمات أو حدوث نزيف قد تعكس عجز الكبد عن إنتاج البروتينات اللازمة لعملية تخثر الدم وهو ما يتأثر سلبا بالإفراط في استهلاك السكر المصنع والمشروبات الكحولية وتعتبر العادات اليومية مثل التدخين وتناول الكافيين بكميات مفرطة من العوامل التي تزيد من تراكم السموم في الجسم مما يضع عبئا متزايدا على الكبد.
تؤثر صحة الكبد بشكل مباشر على الجهاز الهضمي فعندما يعجز عن إفراز العصارة الصفراوية بكفاءة وهي المادة المسؤولة عن هضم الدهون يصبح الهضم صعبا وقد يشعر الشخص بأعراض متكررة مثل الانتفاخ والغثيان وعسر الهضم خاصة بعد تناول الأطعمة الدهنية والمقلية أو المصنعة التي ترهق الكبد وتعيق قدرته على أداء وظيفته بشكل سليم وقد تظهر علامات أخرى مثل رائحة الفم الكريهة المستمرة أو الشعور بطعم معدني في الفم مما يشير إلى أن الكبد لا يستطيع تنقية الجسم من الفضلات بفعالية وتتفاقم هذه المشكلة بسبب سوء نظافة الفم والإفراط في تناول الوجبات السريعة الغنية بالتوابل.
يمكن أن يكون لتدهور وظائف الكبد تأثيرات تمتد لتشمل أجهزة الجسم المختلفة فعلى سبيل المثال قد يكون تورم القدمين والكاحلين الذي يحدث دون سبب مبرر ناتجا عن احتباس السوائل في الجسم بسبب ضعف أداء الكبد ويزداد هذا الوضع سوءا مع الاستهلاك اليومي لكميات كبيرة من الملح كما أن تغير لون البول ليصبح داكنا بشكل مستمر حتى مع شرب كميات وافرة من الماء قد يدل على ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم وهي علامة محتملة على وجود أمراض كامنة في الكبد وتساهم قلة شرب الماء وتناول بعض الأدوية مثل مسكنات الألم بإفراط في إجهاد الكبد.
عندما يفشل الكبد في تنقية الدم من السموم بكفاءة يمكن أن يؤثر ذلك سلبا على وظائف الدماغ مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة وضعف في القدرة على التركيز وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الذاكرة وترتبط هذه التغيرات العقلية أيضا بعوامل أخرى مثل الإجهاد المزمن وسوء التغذية وقلة النشاط البدني إضافة إلى ذلك فإن التغيرات المفاجئة وغير المبررة في وزن الجسم سواء بالزيادة أو النقصان قد تكون مرتبطة بأمراض الكبد حيث يمكن لحالة الكبد الدهني أن تؤدي إلى زيادة الوزن خاصة حول منطقة البطن ويعتبر الخمول البدني والاعتماد على الوجبات السريعة من المسببات الرئيسية لمرض الكبد الدهني غير الكحولي.