التهاب الأذن الوسطى: أعراض صامتة قد تتجاهلها تنذر بمخاطر صحية خطيرة

التهاب الأذن الوسطى: أعراض صامتة قد تتجاهلها تنذر بمخاطر صحية خطيرة
التهاب الأذن الوسطى: أعراض صامتة قد تتجاهلها تنذر بمخاطر صحية خطيرة

يعد التهاب الأذن الوسطى من المشكلات الصحية المنتشرة التي تصيب الأفراد من مختلف الفئات العمرية ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال بشكل خاص حيث يتسبب في آلام مزعجة وشعور بعدم الاتزان وقد يؤثر على الأنشطة اليومية للمصاب ويستدعي الانتباه الطبي لتجنب تفاقم الحالة.

أوضح الدكتور مجدي السعدني استشاري الأنف والأذن والحنجرة أن إهمال علاج التهاب الأذن الوسطى قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تبدأ بتمزق طبلة الأذن نتيجة لتراكم السوائل والصديد خلفها ويمكن أن يتطور الأمر إلى التهاب مزمن يضعف السمع بشكل دائم وفي حالات أكثر خطورة قد تنتشر العدوى لتصيب عظم الخشاء الموجود خلف الأذن أو تتسبب في فقدان دائم للسمع نتيجة لتلف عظيمات الأذن الدقيقة أو العصب السمعي وفي حالات نادرة لكنها شديدة الخطورة قد تصل العدوى إلى الدماغ مسببة التهاب السحايا أو خراجا دماغيا.

تتنوع أعراض هذه الحالة المرضية وتختلف شدتها بناء على عمر المصاب وحدة الالتهاب وتشمل الأعراض الأكثر انتشارا الشعور بألم متوسط أو حاد في الأذن يزداد سوءا عند الاستلقاء وضعفا مؤقتا في القدرة على السمع مع الإحساس بانسداد الأذن وفي بعض الحالات قد تخرج إفرازات سائلة أو صديدية إذا حدث تمزق في طبلة الأذن كما يعاني الأطفال المصابون غالبا من ارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية واضطرابات في النوم وقد يعبر الرضع عن ألمهم بالبكاء المستمر أو شد آذانهم بالإضافة إلى إمكانية الشعور بالدوار وفقدان التوازن.

تحدث الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى نتيجة لعدة عوامل يأتي في مقدمتها العدوى الفيروسية أو البكتيرية التي تنتقل إلى الأذن الوسطى بعد نزلات البرد أو التهابات الحلق والجيوب الأنفية عبر قناة استاكيوس ويلعب ضعف أداء هذه القناة دورا محوريا إذ يؤدي انسدادها بسبب الحساسية أو تضخم اللحمية إلى تراكم السوائل مما يخلق بيئة مناسبة لنمو الجراثيم كما يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة لأن قناة استاكيوس لديهم تكون أقصر وأكثر استقامة مما يسهل انتقال الميكروبات.

هناك عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة مثل التعرض للتدخين السلبي الذي يهيج الأغشية المخاطية ويضعف المناعة والحساسية الموسمية التي تسبب تورما وتجمعا للسوائل بالإضافة إلى بعض الممارسات الخاطئة مثل إرضاع الطفل في وضعية الاستلقاء الكامل مما قد يسمح بتسرب السوائل نحو الأذن وكذلك التعرض المستمر لتغيرات الضغط الجوي أو العيش في بيئة ملوثة.

يعتمد العلاج بشكل أساسي على مسبب الالتهاب ونوعه ويتضمن استخدام المسكنات ومخفضات الحرارة للسيطرة على الألم والحمى وقد يصف الطبيب المضادات الحيوية في حال كانت العدوى بكتيرية أو إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة كما يمكن استخدام قطرات الأذن الموصوفة طبيا لتخفيف الألم أو معالجة الإفرازات وفي الحالات المزمنة أو المتكررة لدى الأطفال قد يلجأ الطبيب إلى إجراء شفط للسوائل أو تركيب أنابيب تهوية صغيرة في طبلة الأذن.

لتقليل خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى يمكن اتباع عدة إجراءات وقائية منها تشجيع الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى لتعزيز مناعة الطفل وتجنب إرضاعه وهو مستلق تماما والحرص على غسل اليدين بانتظام لمنع انتشار العدوى ومن المهم أيضا علاج نزلات البرد والحساسية بشكل فوري والابتعاد عن الأجواء الملوثة بدخان السجائر والحصول على اللقاحات الضرورية مثل لقاح الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.