تراجع القدرة العضلية مع العمر: خبراء يكشفون سبباً خفياً وطرقاً بسيطة للوقاية

تراجع القدرة العضلية مع العمر: خبراء يكشفون سبباً خفياً وطرقاً بسيطة للوقاية
تراجع القدرة العضلية مع العمر: خبراء يكشفون سبباً خفياً وطرقاً بسيطة للوقاية

قد يظن الكثيرون أن الحفاظ على القوة الجسدية من خلال ممارسة تمارين رفع الأثقال أو المشي المنتظم يكفي لمواجهة تحديات التقدم في العمر لكن الواقع يكشف عن حقيقة مختلفة فإذا لاحظت أن المهام اليومية البسيطة مثل النهوض من مقعد منخفض أو صعود درجات السلم أصبحت تتطلب مجهودا أكبر أو وقتا أطول فالسبب لا يكمن في فقدان القوة فحسب بل في تدهور ما يعرف بالقدرة العضلية.

القدرة العضلية التي تمثل مزيجا من القوة والسرعة تعد عنصرا حيويا لأداء الحركات السريعة والمفاجئة في حياتنا اليومية فهي التي تمكننا من استعادة التوازن عند التعثر أو عبور الشارع بخطى سريعة أو حمل أمتعة التسوق بثقة ودون تردد ويبدأ هذا التدهور في القدرة العضلية بشكل غير ملحوظ في سن الثلاثين أي قبل سنوات طويلة من بدء الشعور بانخفاض فعلي في القوة الخام.

ويوضح باحثون متخصصون مثل ستيفن سايرز من جامعة ميزوري أن هذا التراجع يعود بشكل أساسي إلى أن الألياف العضلية سريعة الانقباض المسؤولة عن الحركات الانفجارية تتدهور بمعدل أسرع بكثير من الألياف بطيئة الانقباض المخصصة لأنشطة التحمل وهذه الألياف السريعة تتطلب تدريبا نوعيا للحفاظ على كفاءتها وبدون هذا التدريب قد تصل نسبة انخفاض القدرة العضلية سنويا إلى ما بين ثلاثة وأربعة بالمئة وهو معدل يفوق بشكل كبير معدل انخفاض القوة الذي لا يتجاوز واحدا إلى اثنين بالمئة سنويا بعد بلوغ سن الخمسين.

لا يقتصر الأمر على العضلات وحدها فالجهاز العصبي يلعب دورا محوريا أيضا فمع مرور السنوات تضعف كفاءة الاتصال بين الدماغ والعضلات وتتباطأ الإشارات العصبية وبحلول سن الستين قد يفقد الإنسان ما يقارب نصف الخلايا العصبية التي تحفز العضلات على الحركة وهذا النقص في التحفيز العصبي يؤدي في النهاية إلى ضمور وموت الألياف العضلية نفسها مما يفاقم من مشكلة ضعف القدرة على الحركة السريعة.

لكن الأمل يكمن في أن مواجهة هذا التدهور ممكنة وسهلة نسبيا عبر دمج تدريبات القدرة العضلية في الروتين الأسبوعي فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2007 أن تمارين المقاومة التي يتم أداؤها بسرعة كانت أكثر فاعلية من تمارين القوة التقليدية في تحسين القدرة على الحركة الوظيفية لدى كبار السن وفي دراسات أخرى لوحظ تحقيق زيادة في القوة بنسب تتراوح بين خمسة وعشرين وثلاثين بالمئة لدى المشاركين الذين التزموا بتمارين القدرة.

وتشير أخصائية العلاج الطبيعي كلير مورو إلى أن سرعة المشي أو ما يعرف بسرعة الخطى تعد مؤشرا حاسما لتقييم خطر السقوط لدى كبار السن وهذا يؤكد على أن التركيز على عنصر السرعة في التمارين ليس رفاهية بل ضرورة أساسية للحفاظ على التوازن والاستقلالية والتمتع بحياة نشطة وآمنة مع التقدم في العمر.